الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ملفات البريكست الشائكة على طاولة "ستارمر" والاتحاد الأوروبي

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بعد تولي كير ستارمر، رئاسة وزراء بريطانيا، رفع الاتحاد الأوروبي توقعاته بتحسين العلاقات مع الدولة التي غادرت الاتحاد الأوروبي قبل 5 سنوات، غير أنه مع مرور الوقت خفضت "بروكسل" توقعاتها بشأن إعادة ضبط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ظل استمرار الملفات الشائكة بينهما، بحسب "بوليتيكو" الأمريكية.

ويعتقد المسؤولون والدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن تحسين العلاقات عبر التشاور أمرًا ممكنًا لكنه بطيء، بعد مضي 6 أشهر من حكومة كير ستارمر.

وأدت ردود الفعل السلبية التي فرضتها لندن على تأشيرات الشباب والتبادل الطلابي إلى إضعاف التفاؤل المبكر في عاصمة الاتحاد الأوروبي، كما لم تساعد الخطوط الحمراء بالسوق الموحدة والاتحاد الجمركي وحرية التنقل في تقارب بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسيون كبار إن الاتحاد الأوروبي سيتعامل بقوة مع ستارمر، في سعيه لبناء علاقات أوثق مع بروكسل في مرحلة إعادة ضبط العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

العشاء الأول 

ويصبح كير ستارمر، أول رئيس وزراء يحضر عشاء مع زعماء الاتحاد الأوروبي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن يناقش اتفاقية أمنية ودفاعية بين المملكة المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

وسيتم تحذير رئيس الوزراء البريطاني، من أن التقدم في قضايا مثل الدفاع والأمن ليس خيارًا ما لم يكن مستعدًا للتنازل عن قضايا مثل وصول الاتحاد الأوروبي إلى مياه الصيد البريطانية ونظام تنقل الشباب.

وتقول كل من بروكسل ولندن، إنهما تريدان بذل المزيد من الجهود في مجال الدفاع والأمن، وينظر إلى هذا الموضوع على نطاق واسع باعتباره الأسهل لإيجاد أرضية مشتركة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، قبيل عشاء العمل الذي سيعقده كير ستارمر مع زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم: "المملكة المتحدة شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي، خاصة في مجال الدفاع، وأتوقع أن تركز المناقشة على هذا البعد من علاقتنا".

تنقل الشباب

أقر الاتحاد الأوروبي مخططًا لتنقل الشباب، الذي من شأنه أن يسمح للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا بالتنقل والعمل بحرية بين البلدان لمدة تصل عامين، وهي نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات حول علاقته المستقبلية مع المملكة المتحدة.

ولدى الحكومة البريطانية الجديدة بعض الأفكار واسعة النطاق لتحسين العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية، وتقليل الحواجز أمام الفنانين البريطانيين المتجولين، واتفاقية الصحة النباتية للحد من النزاع الحدودي للتجارة في المنتجات الزراعية.

ورفضت بريطانيا حتى الآن مرارًا وتكرارًا الموافقة على صفقة تنقل الشباب، وسط مخاوف من تصويرها على أنها عودة إلى حرية التنقل وخيانة للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

مياه الصيد البريطانية

وقال دبلوماسي كبير آخر في الاتحاد الأوروبي: "إن الجزء الأمني ضروري بالنسبة لنا، فنحن نتقاسم المصالح الأمنية مع المملكة المتحدة، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن مصايد الأسماك مهمة جدًا أيضًا، ومن المقرر أن تنتهي صلاحية الوصول إلى مياه الصيد البريطانية عندما تنتهي اتفاقية قائمة العام المقبل".

وكشفت وثيقة دبلوماسية في بروكسل، الشهر الماضي، التي نصت على أن المملكة المتحدة يجب أن توافق على الحفاظ على الوضع الراهن بشأن وصول القوارب الأوروبية إلى المياه البريطانية قبل أن تبدأ المحادثات، بما في ذلك نفس مستويات بدلات الصيد المعمول بها حاليًا.

يأتي ذلك بعد تحذير رئيس الوزراء من أن عملية إعادة ضبط العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت حتى الآن هزيلة، إذ وُصفت سياسة حزب العمال تجاه الاتحاد الأوروبي بأنها غامضة وغير طموحة.

تكلفة الخروج

وكلف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لندن المليارات في مراقبة الحدود وحدها، وقدر مجلس محاسبة التكاليف، بما لا يقل عن 4.7 مليار جنيه إسترليني "5.5 مليار يورو" حتى الآن.

وقال مجلس محاسبة التكاليف في لندن، إن التغييرات والتأخيرات المتكررة في تطبيق ضوابط الاستيراد الكاملة خلقت حالة من عدم اليقين للشركات وتكاليف إضافية للحكومة والموانئ.

وعند مغادرة الاتحاد الأوروبي، أعلنت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة سيكون لديها الحدود الأكثر فعالية في العالم، بحلول عام 2025، وبحسب ديوان المحاسبة، تفتقر الاستراتيجية إلى جدول زمني واضح وخطة تنفيذ متكاملة على مستوى الحكومة.

وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، نهاية يناير 2020، وبعد مرحلة انتقالية، لم تعد البلاد عضوًا في الاتحاد الجمركي والسوق الداخلية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2021، وأدخل الاتحاد الأوروبي ضوابط الاستيراد الكاملة على الحدود الخارجية الجديدة، 1 يناير 2021، في الوقت الذي أجلت بريطانيا ذلك 5 مرات حتى الآن.