شهدت فعاليات اليوم العاشر من النسخة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لقاء مع الفنان محمود حميدة، تحدث فيها عن الفن والمجتمع، وأدارها الشاعر إبراهيم داود.
حرص الشاعر إبراهيم داود الحديث عن شخصية الفنان محمود حميدة، قائلًا: "هو شخصية ثرية، ومشغول دائمًا بمشروع ثقافي كبير، حيث يسعى لإنشاء مؤسسة باسم فؤاد حداد وأخرى باسم يحيى حقي وأنا أعرفه منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأجده دائم الانشغال بالسينما والأدب، ومُحِبٌّ لزكي نجيب محمود، وفؤاد حداد، ويحيى حقي، وهو مثقف كبير يتسم بالصدق والموهبة، ولذلك نحن أمام شخصية مهمومة بالأفكار، وتحديث المجتمع، ويسعى لنقل الواقع إلى مستوى أسمى مما هو عليه".
بينما قال محمود حميدة: "أنا شخص أحب التمثيل منذ كنت في الخامسة من عمري، وكان هدفي حينها تسلية الناس، لكن هذا المفهوم تغير مع مرور الوقت، ولكي أتمكن من إمتاع الجمهور، قررت التعرف على كبار العقول، فكان أول باب فُتح أمامي هو الكتاب، وكلما قرأت كتابًا، أتخيل ملامح وصوت مؤلفه، فمثلًا، عندما قرأت للعقاد، كنت أستحضر صورته وصوته، وأتخيل أنني أجلس معه".
وتابع: "كنت دائم الانشغال بالتعرف على العقول التي تحرك فكر المجتمع، وهم الكُتّاب والمفكرون، وعندما أقرأ لهم، أتمكن من الاقتراب من عقول الناس بشكل أعمق، وذات مرة، سألني المفكر الدكتور علي حرب: لماذا تهتم بقراءة كتب الفكر؟ فأجبته: لكي أعرف كيف أُسليك، لأن الممثل، لكي يُسلّي الجمهور، يجب أن يفهمهم جيدًا".
وحول حبه للشاعر فؤاد حداد، قال "حميدة": "تعرفت على فؤاد حداد، من خلال الكاتب خيري شلبي، وعندما قرأت شعره ودرسته، اكتشفت أنه شاعر غزير الإنتاج، يمتلك دواوين تفوق غيره بكثير، إذ إن 90% من دواوينه كانت مخططة قبل إصدارها، ولديه أكثر من 36 ديوانًا معروفًا، غير ما فُقد من أعماله، واشتهر بأنه شاعر العامية، لكنه كتب بالفصحى أيضًا، وأبدع فيها كما لم يفعل أي من معاصريه، وله دواوين كاملة بالفصحى، إضافة إلى أعمال مزجت بين الفصحى والعامية".
وتابع "حميدة" قائلًا: "يحيى حقي بالنسبة لي شخصية استثنائية، كنت أظن أن ثروت عكاشة هو المسؤول عن المؤسسات الثقافية في مصر، لكنني اكتشفت أن يحيى حقي كان هو القائد الحقيقي لها".
عروض موسيقية واستعراضية
من ناحية أخرى شهدت الفعاليات عروضًا موسيقية واستعراضية متنوعة، فعلى مسرح "بلازا 1"، قدمت فرقة "شباب على ما تفرج" أغاني من التراث المصري، استطاعت أن تجذب جمهور المعرض الذي تفاعل مع ما يقدمونه من أغنيات تراثية مميزة بمعالجة موسيقية جديدة.
أما على مسرح "بلازا 2"، فقد جذبت فرقة عمان للفنون الشعبية، الجمهور للتعرف على فنون التراث العماني العريق، وتلاها عروض تراثية جاذبة ومبهرة لفرقة الآلات الشعبية التابعة للبيت الفني للمسرح.