الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل محمد خان وتجربة إيفلين بوريه في معرض القاهرة الدولي للكتاب

  • مشاركة :
post-title
مدير التصوير سعيد شيمي والناقد محمود عبد الشكور في معرض القاهرة للكتاب

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب العديد من الندوات الثقافية، ومناقشات الكتب وعروض فنية، اليوم الثلاثاء، إذ استعرض مدير التصوير سعيد شيمي مشوار "محمد خان" في ندوة بعنوان "من الصداقة إلى السينما"، ضمن محور "كاتب وجوائز"، أدارها الكاتب والناقد الفني محمود عبد الشكور.

بدأت علاقة الصداقة بين محمد خان وسعيد شيمي منذ الطفولة، حسبما قال مدير التصوير خلال الندوة، موضحًا: كنا نشترك في صداقة قوية وعشق مشترك للسينما، وكنا دائمًا نقلد الفنانين، وفي عمر الـ16، اضطر خان للسفر مع والده إلى لندن، ومن هنا بدأت بيننا مراسلات استمرت لمدة 19 عامًا، توثق حياة محمد خان، وكفاحه خارج مصر، وتكشف عن ولعه الشديد بالسينما".

وأضاف: "افتتح أول معهد سينما في مصر عام 1959، والتحقت به، وفي نفس الوقت كان خان يدرس الإخراج في أحد المعاهد في إنجلترا عام 1962، وتعاوننا بعد ذلك في الفيلم القصير "البطيخة"، وفي عام 1977، قرر خان العودة إلى مصر، وأخرج فيلم "ضربة شمس" بطولة نور الشريف.

توفي محمد خان عام 2016، وشعر الصديق بمسؤولية كبيرة تجاه رفيق عمره، لذا تولى مهمة إصدار كتاب "رسائل محمد خان إلى سعيد شيمي" عبر 3 أجزاء بمساعدة محمود عبد الشكور، وحول ذلك قال شيمي: "عندما فكرت في جمع الرسائل في 3 أجزاء هي "مشوار حياة"، "انتصار السينما" و"مصري للنخاع"، لم أتخيل أنها ستؤثر على الأجيال الجديدة بهذا الشكل.

ولد محمد خان لأب باكستاني، لكن "شيمي" أكد أن المخرج الراحل كان مصريًا حتى النخاع، قائلًا: "عندما حصل على الجنسية المصرية قبل وفاته بـ3 سنوات، شعر بالراحة، وكان دائمًا يردد: أنا بحب مصر، وسأعيش في مصر، وسأموت فيها".

ندوة "إيفلين بوريه: تجربة قرية تونس"
إيفلين بوريه وقرية تونس

واستعرضت ندوة "إيفلين بوريه: تجربة قرية تونس" دور الفنانة التشكيلية السويسرية الراحلة في تعليم أهالي قرية تونس المصرية فن صناعة الفخار، والتي أسست أول مدرسة لصناعة الفخار بالقرية التي عاشت فيها لسنوات طويلة.

تعد إيفلين بوريه واحدة من رواد المشروعات التي كان لها تأثير كبير في قرية تونس، وأجادت اللغة العربية بطلاقة وكونت علاقة قوية وصادقة مع أهالي القرية، وأسست مدرسة لتعليم الأهالي صناعة الفخار، وتعلّم على يدها العديد من الأطفال، حسبما قالت الدكتورة منى زكريا خبير الهندسة المعمارية واستشاري الترميمات في الندوة التي أقيمت ضمن محور "تأثيرات مصرية".

وحول تأثير ذلك على القرية قالت إنها كانت قرية فقيرة وأرضها حجرية والزراعة فيها صعبة جدًا قبل وصول بوريه، التي صنعت تنمية حقيقية وقدمت المساعدات الإنسانية لأهل القرية.

أشارت منى زكريا إلى أن "بوريه" كانت تتسم بالتواضع وعدم التعالي، وكانت تحاول تسهيل الأمور وترتبط بالأطفال بشكل شخصي، مؤكدة أنها أفنت عمرها من أجل هذه التجربة دون أن ترى في نفسها شيئًا عظيمًا.

وأضافت: قرية تونس أصبحت عالمًا يجمع فنانين وفنيين وبها صناعة رائعة من الفخار، لافتة إلى أن مصر وفيتنام هما أفضل بلدين في العالم في صناعة الفخار.

منى زكريا التي تعرفت على إيفلين بوريه عندما كانت تبلغ الأولى 16 عامًا، أشارت إلى أن الفنانة السويسرية اشترت أبراجًا تراثية محيطة بالمدرسة تخوفًا من هدمها، للحفاظ على تراث مصر وهوية المكان.

ندوة "دور مستقبل الثقافة في مصر في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط"
الهوية الثقافية

وناقش عدد من الأكاديميين والمفكرين البارزين التحديات الراهنة وتأثيرها على الهوية الثقافية والتعليم، وذلك عبر ندوة بعنوان "دور مستقبل الثقافة في مصر في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط"، ومنهم الدكتور رفعت جبر، أستاذ ورئيس قسم البيوتكنولوجيا في جامعة القاهرة، والدكتور أحمد بهاء خيري، رئيس الجامعة اليابانية السابق، والدكتور حامد عيد، أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، والدكتور بهاء حسب الله، أستاذ اللغة العربية.

شدّد الدكتور حامد عيد على أهمية العلاقة الوثيقة بين التعليم والثقافة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تعليم دون ثقافة، وأنه يجب على النظام التعليمي أن يجهز الطلاب بالمهارات اللازمة للنهوض بالوطن.

من جانبه، قال الدكتور أحمد بهاء خيري إن مصر تتمتع برصيد ثقافي غني ساهم في تشكيل هويتها، وأن الحروب التي خاضتها مصر عبر التاريخ، كانت جزءًا من تشكيل الشخصية الثقافية المصرية، والتاريخ المصري يمتلك إرثًا ثقافيًا يفرض نفسه على الدول الأخرى.

فيما أكد بهاء حسب الله، أن مصر كانت ملتقى حضارات متعددة، حيث تنصهر فيها الثقافات الرومانية والإسلامية وغيرها، مشيرًا إلى الدور المهم الذي لعبته مكتبة الإسكندرية في حفظ ونقل العلوم والمعارف.

عرض فني لذوي الهمم في معرض القاهرة الدولي للكتاب
شعراء الهند وعروض لذوي الهمم

وضمن فعاليات المعرض أقيم عدد من العروض الفنية والأمسيات الشعرية، إذ شارك عدد من الشعراء الهنود في أمسية شعرية بقصائد تعكس عمق الثقافة الهندية، ومنهم شوديبتو شاترجي، باربال كومار باسو.

كما أقيمت عروض فنية لذوي الهمم تحت عنوان "بنكمل بعض" من خلال عروض الأراجوز للمركز القومي لثقافة الطفل، وقدمت "فرقة الشمس" أغنيات منها "فيها حاجة حلوة" و"أصابك عشق" و"تملي في قلبك". فيما قدّم أطفال من محافظة الإسماعيلية عروضًا فنية مختلفة.