بعد 9 أشهر من الإغلاق المستمر، استقبل معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، اليوم السبت، 50 مصابًا فلسطينيًا و53 من مرافقيهم لتلقي العلاج داخل المستشفيات المصرية، وذلك بمقتضى اتفاق وقف إطلاق النار.
وانطلقت حافلات تُقِل المرضى والجرحى ومرافقيهم بعد تجمعهم في "مستشفى الشفاء" بمدينة غزة في شمال القطاع، و"مستشفى ناصر الطبي" في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ورصدت كاميرا "القاهرة الإخبارية" وصول سيارات الإسعاف إلى معبر رفح التي تقل 50 مصابًا فلسطينيًا لتلقي العلاج في مصر، كدفعة أولى من المرضى والمصابين.
ويأتي ذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، والذي ينص على سماح إسرائيل يوميًا بمغادرة 50 مريضًا و50 جريحًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى ثلاثة مرافقين لكل منهم.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار، استعدت مصر وتحديدًا في محافظة شمال سيناء لاستقبال الجرحى من قطاع غزة ودخول المساعدات إلى القطاع، من خلال تجهيز المستشفيات والمنشآت الطبية ونقاط الإسعاف في مدينة الشيخ زويد والعريش والمدن المجاورة لها.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن معظم المرضى المتجهين إلي مصر من الأطفال المصابين بأمراض السرطان، والقلب، وعدد من المصابين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتولى فريق من منظمة الصحة العالمية، تدقيق أسماء المرضى قبل السماح لهم باستقلال الحافلة، وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة خروج المزيد من المرضى والمصابين من خلال معبر رفح.
بدورها، ذكرت "القاهرة الإخبارية" أن لجنة صحية مصرية تنتظر وصول المصابين الفلسطينيين لتقديم الخدمات الطبية لهم.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن ترحيبها بالخطوة والتي تعد الأولى من نوعها منذ بدء وقف إطلاق النار ومنذ إغلاق المعبر في مايو الماضي.
وأضافت المنظمة أن 12 إلى 14 ألف شخص لا يزالون بحاجة إلى الإجلاء الطبي خارج غزة.
وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة، بصفتها الدول الوسيطة، قد أعلنت في بيان مشترك يوم 15 يناير الماضي عن التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يشمل تبادل الأسرى والمحتجزين، إلى جانب السعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وتشمل المرحلة الأولى التي تبلغ مدتها 42 يومًا وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسري والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكنهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، وتكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وفق بيان رسمي للوسطاء.
كما ينص الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.
وأطلقت حماس سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين اليوم السبت، وهو اليوم الـ14 من اتفاق وقف النار، إذ أفرجت عن المحتجزين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في خان يونس جنوبي قطاع غزة، والمحتجز الثالث كيث شمونسل سيجال الذي يحمل الجنسية الأمريكية في ميناء غزة.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح العشرات من الأسرى، في الجولة الرابعة من المرحلة الأولى من عمليات التبادل.
وقال مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني في بيانٍ، أنه "في إطار تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة طوفان الأحرار، وبعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى، سيتم يوم السبت الإفراج عن: 18 أسيرًا من ذوي المؤبدات، 54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، 111 أسيرًا من أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر ".