في أعقاب الهزّة التي سادت أوساط الذكاء الاصطناعي في الغرب، بعد أن كشفت شركة صينية عن منافس قوي لنموذجي Chat GPT وGemini؛ طلبت هيئة حماية البيانات الإيطالية (Garante) من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek ردودًا رسمية حول كيفية تعاملها مع بيانات الإيطاليين عند استخدامهم نموذج الدردشة الجديد للذكاء الاصطناعي.
وأرسلت الهيئة الإيطالية طلبات إلى الشركة الصينية، الثلاثاء الماضي، للكشف عن البيانات الشخصية التي تجمعها، ومصدرها وكيفية استخدامها والأساس القانوني الذي لديها لمعالجة تلك البيانات بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
وحسب تقرير نشرته النسخة الأوروبية من "بوليتيكو"، تضمنت أسئلة الإيطاليين للشركة ما إذا كانت تلك البيانات التي يتم جمعها سوف تكون مخزنة على خوادم في الصين.
وليس من الغريب على الجهات التنظيمية المعنية بخصوصية البيانات في إيطاليا فرض العقوبات على شركات الذكاء الاصطناعي، إذ حظرت لفترة وجيزة تطبيقChatGPT بسبب مزاعم بانتهاك الخصوصية، عندما لفت التطبيق الانتباه العالمي في عام 2023، وفرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو على الشركة الأم OpenAI، في ديسمبر.
منافس شرس
برزت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek كمنافس شرس لشركات أمريكية رائدة في الصناعة، مثل OpenAI وGoogle هذا الأسبوع، عندما أطلقت نموذجًا منافسًا لـ ChatGPT وغيره من برامج الدردشة الرائدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وادعت الشركة الصينية أن أداتها تم إنشاؤها بتكلفة ضئيلة للغاية مقارنة بالآخرين.
وقالت "بوليتيكو": "أثار هذا الإصدار حالة من الذعر في الصناعة في الولايات المتحدة، إذ انخفضت الأسهم الرئيسية في قطاع التكنولوجيا بشكل حاد الاثنين الماضي، وأشار المنتقدون إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي مرتبطة بهذا التطبيق الصيني الشهير".
وفي أوروبا، أُثيرت مخاوف بشأن كيفية تخزين التطبيق للبيانات الحساسة والشخصية في الصين، وقالت مجموعتا المستهلكين "يوروكونسومرز" و"ألتروكونسومو" الإيطالية إنهما أبلغتا الهيئة -في وقت سابق- أنهما تعتقدان أن طريقة تعامل DeepSeek مع البيانات تنتهك قواعد الاتحاد الأوروبي.
وكانت الهيئة التنظيمية الإيطالية أول هيئة أوروبية تعلن عن ملاحقتها للتطبيق الصيني الجديد، ولدى الشركة الصينية مهلة 20 يومًا للرد على الأسئلة، وهو ما يعني أن الموعد النهائي سيكون في السابع عشر من فبراير المقبل.