قال بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إنّ الفرحة التي يعيشها المواطن الفلسطيني بعودته إلى منزله بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي والنزوح الذي تكرر من مراحل مختلفة ومعاناة إنسانية كبيرة، هي فرحة مؤقتة وسيصطدم بواقع أليم ينتظره في بيته المدمّر وعدم وجود موارد، فضلًا عن عدم القدرة على الإصلاح بالشكل السريع الذي يتمناه المواطن.
وأضاف "زقوت"، خلال مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أنّ الطريق من جنوب إلى شمال قطاع غزة طويل، يحتاج المواطن الفلسطيني أن يمشي سيرًا على الأقدام من 10 إلى 17 كيلومترًا حتى يصل إلى مكان سكنه، ما يشكّل خطرًا صحيًا على كبار السن والحوامل والمواطنين الذين يحملون أمتعة ثقيلة، مشيرًا إلى أن هناك حالة وفاة سُجلت بالأمس (الاثنين) لرجل مسن لم يستطع تحمل عبء الطريق.
وتابع: "لدينا نقاط طبية على الجهتين قبل حاجز نتساريم وعلى الجهة الجنوبية، نستقبلهم أيضًا بطواقم طبية أخرى على الجهة الشمالية، إذ إن هناك إصابات لدى الأطفال، كما أن هناك الكثير من كبار السن الذين يعانون أمراضًا مزمنة تظهر لديهم مضاعفات سواء إغماء أو دوخة أو تعب شديد، لكن الشعب الفلسطيني يتحمل كل هذا الألم في سبيل العودة دياره".
وبدأت حشود النازحين الفلسطينيين، أمس الاثنين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط قطاع غزة، بعد أن هجرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قسرًا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية.
وتعد رحلة العودة إلى الشمال، هي المرة الأولى التي يُسمح فيها للفلسطينيين بالوصول إلى أراضيهم التي دمرها الاحتلال، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الوحشية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا على القطاع، وأظهرت الصور أن الحشود بدأت في التوجه شمالًا على طول الطريق الساحلي سيرًا على الأقدام، صباح اليوم الاثنين، حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم.