سلطت حادثة وفاة رجل بعد أسابيع من دفعه أسفل سلم كهربائي في أحد المحطات، الضوء على ارتفاع معدل الجرائم والعنف في مترو لندن بشكل متزايد خلال السنوات الماضية، إذ من المتوقع أن يكون عام 2023 الأسوأ على الإطلاق، وكان شهر مارس أسوأ شهر على الإطلاق بمعدل جريمة بلغ 24.9%، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأظهرت بيانات الصحيفة، زيادة تدريجية في الجرائم لكل مليون رحلة ركاب على مدى فترة 15 عامًا، من عام 2009 إلى عام 2024. فيما أشارت بيانات للربع الأول من عام 2023 إلى القليل من علامات التحسن مع الإبلاغ عن 6319 جريمة في يناير وفبراير ومارس، وهذا يعني الإبلاغ عن أكثر من 70 جريمة يوميًا.
تأتي هذه الجرائم وسط موجة من الاعتداءات العنيفة والعنصرية والجنسية التي نشرها الركاب الخائفون عبر الإنترنت، بما في ذلك الهجوم الوحشي الأخير على رجل في محطة واترلو.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قول عائلة إيان إيرلي "تُوفي بعد أن دفعه أحد المارة أسفل سلم كهربائي في محطة واترلو بلندن عقب تعرضه لهجوم مجموعة من الرجال الملثمين".
وتم العثور على إيان إيرلي (48 عامًا) ميتًا في منزله في جرينتش، جنوب شرقي لندن، في 10 أكتوبر من العام الماضي.
وبعد وفاته، أبلغت عائلته شرطة متروبوليتان أنه أخبرهم أنه تم دفعه أسفل سلم كهربائي في خط جوبيلي قبل أسابيع.
ووقع هجوم آخر هذا الأسبوع في محطة جرين بارك، حيث ضرب رجل مجهول امرأة في وجهها بحزامه.
وأظهرت لقطات منشورة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" الرجل يصرخ وهو يتحرك صعودًا وهبوطًا محاولًا تجنب رجلين يحاولان الإمساك به. وفي النهاية أمسكت شرطة النقل البريطانية به وتمكنت من إبعاده.
وسُجِّل هجوم وحشي بالساطور في محطة مترو أنفاق إدجوير رود في نوفمبر، ما أدى إلى استدعاء طواقم الإسعاف لإنقاذ رجل تعرض للطعن عدة مرات.
وتم القبض على شابين مراهقين يبلغان من العمر 16 و17 عامًا، إلى جانب رجل يبلغ من العمر 20 عامًا، للاشتباه في التسبب في أذى جسدي خطير عن عمد.
وأظهرت اللقطات المهاجم وهو يحاول عدة مرات ضرب شخص ملقى على الأرض.
وفي أغسطس 2023، حاول أحد ركاب مترو الأنفاق وهو في حالة سُكر إلقاء امرأة على قضبان القطار، وحُكم عليه لاحقًا بالسجن 10 سنوات.
وأقرَّ رجل يبلغ من العمر 42 عامًا آنذاك، بالذنب في محاولة قتل شابة أثناء سفرها إلى كرنفال "نوتنج هيل" في لندن مع أصدقائها.
ووقعت حادثة صادمة أخرى في فبراير 2024 عندما دفع مشرد شخصًا على القضبان في محطة أكسفورد سيركس للمترو، قبل ثوانٍ فقط من وصول القطار.
وكان منفذ الهجوم ادعى أنه استهدف الرجل البالغ من العمر 60 عامًا انتقامًا بعد اعتقاده أن الضحية "نظر له باحتقار".
ولحسن الحظ، ساعده أحد المارة على الصعود ووضع السائق فرامل الطوارئ وكان قطاره على بعد أربع ثوانٍ فقط من ضرب الضحية.
ونفى الجاني محاولته قتل ضحيته، وزعم أنه لم يكن يعلم أن القطار كان يصل في ذلك الوقت.