بينما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أمله في حل القضايا المتعلقة بإيران دون الحاجة إلى هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، أكد رفضه السماح لطهران بامتلاك أسلحة نووية.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين في البيت الأبيض مساء الخميس: "سيكون من الجيد إذا تم حل القضايا مع إيران دون الحاجة إلى هجوم إسرائيلي على منشآتها العسكرية".
وفي حديثه مع الصحفيين، رفض الرئيس الأمريكي الإجابة على سؤال حول دعمه لهجمات إسرائيلية محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه أعرب عن أمله في أن تُحل الأمور دون اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات.
لكن ترامب قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز " إن "الإيرانيين لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية، وإذا حصلوا عليها، فسيحصل عليها الجميع، وبعد ذلك سيتحول كل شيء إلى كارثة".
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي، في حديثه مع "فوكس نيوز"، إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلًا: "هناك طرق للتوصل إلى اتفاق مع طهران يكون موثوقًا تمامًا. إذا كان هناك اتفاق، يجب أن يكون قابلًا للتحقق تمامًا. إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".
وحذر ترامب من أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيشعل سباقًا نوويًا في المنطقة، قائلاً: "إذا حصلت طهران على سلاح نووي، ستسعى بقية الدول أيضًا لامتلاك أسلحة نووية، وسيتحول الوضع بأكمله إلى كارثة".
وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي وصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، قد ذكرا سابقًا أن ترامب يرغب في اختبار الدبلوماسية لحل النزاعات مع طهران قبل تصعيد الضغوط عليها، عبر تعيين ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، كمسؤول عن المفاوضات النووية مع إيران.
لكن ترامب نفي في حديث لفوكس نيوز، أن ويتكوف سيقود المفاوضات مع إيران، وقال: "لا، لكنه سيكون جزءًا من الفريق بالتأكيد. إنه مفاوض رائع وشخص محبوب للغاية".
وخلال فترة ترامب الأولى في البيت الأبيض بين عامي 2017 و2021، اعتمد سياسة "الضغط الأقصى" تجاه طهران، وانسحب من الاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".
وقد أسفرت هذه السياسة عن انخفاض كبير في صادرات النفط الإيرانية وتأثيرات اقتصادية شديدة على البلاد. وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن فريق ترامب خلال الفترة الانتقالية خطط لإعادة حملة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة أو تعزيز الرقابة على العقوبات الحالية.
ومع ذلك، أظهرت اجتماعات ترامب ومستشاريه الأولية نية في إبقاء خيار الدبلوماسية مفتوحًا لتجنب تصعيد التوترات والمواجهة الواسعة مع إيران.
وقد أفاد عدد من مسؤولي إدارة ترامب لدبلوماسيين أجانب وزملائهم بأنهم يتوقعون أن يقود ويتكوف الجهود لاستكشاف إمكانية الوصول إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
وقبل أسبوعين، قال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز": "الرئيس (ترامب) لن يسمح للإيرانيين بالحصول على قنبلة نووية. هذا لن يحدث. لن نصل إلى هذه النقطة.. ونأمل أن نتمكن من حل هذه القضية عبر الدبلوماسية".
وأفادت "فاينانشال تايمز" بأن تفاصيل استراتيجية ترامب تجاه طهران ومسؤوليات ويتكوف بهذا الشأن لم تُحدد بعد بشكل نهائي.
ومع ذلك، يبدو أن بعض التعيينات الأخيرة لترامب شكلت توجهًا داخل الحكومة الأمريكية يميل إلى التفاوض مع إيران، مع التشكيك في مقترحات الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية التي يدعمها المتشددون في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي سابق لفاينانشال تايمز: "لا أتوقع أن تستخدم إدارة ترامب القوة العسكرية ضد طهران في بداية فترتها، إلا إذا استنفدت جميع الخيارات الأخرى".
وكان اختيار مايكل دي مينيو لرئاسة السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من قبل ترامب قد أثار ردود فعل سلبية من داعمي إسرائيل بسبب مواقفه السابقة بشأن قضايا الشرق الأوسط وإيران.
وأشار معارضو دي مينيو إلى تصريحاته السابقة التي أبدى فيها عدم حاجة واشنطن للبقاء في الشرق الأوسط، ورفضه لدعم إسرائيل ضد حزب الله. وربطت بعض وسائل الإعلام بين وجود دي مينيو في البنتاجون، واحتمالية أن يكون العمل العسكري ضد إيران خطًا أحمر بالنسبة لترامب.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ومع اقتراب بدء عمل إدارة ترامب رسميًا، أعربت الحكومة الإيرانية عن استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية بتاريخ 15 يناير، إن طهران مستعدة "لمفاوضات شريفة وعادلة".
وأفاد "أكسيوس" أن دبلوماسيين إيرانيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين كبارًا خلال لقاء في جنيف رغبتهم في بدء مفاوضات حول اتفاق نووي جديد يختلف عن الاتفاق النووي السابق.
وبحسب التقرير، طلب الإيرانيون من الأوروبيين إيصال هذه الرسالة إلى واشنطن، مؤكدين أنهم ينتظرون طرحًا أو اقتراحًا جديدًا من الجانب الأمريكي.
وذكر الموقع أن اللقاء جرى قبل 10 أيام بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، والاتحاد الأوروبي.
ودعا رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 24 يناير، إلى التوصل لاتفاق بين طهران وترامب، قائلًا: "يجب إيجاد حل غير الحرب لهذه القضية. لا نريد المزيد من الحروب".