الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس المصري: "اتفاق غزة" شاهد حي على جهود مصر للتهدئة في المنطقة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

القاهرة الإخبارية - هبة وهدان

شارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في احتفالات عيد الشرطة الـ73، إذ وضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة.

وترأس الرئيس المصري اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وحضر الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الداخلية بهذه المناسبة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين.

وألقى الرئيس المصري كلمة خلال الاحتفال، أكد خلالها أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شاهد حي على جهود بلاده للتهدئة في المنطقة.

وأضاف "السيسي" خلال كلمته في الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، أن مصر أصبحت واحة للأمن والسلام بالمنطقة وتخطت التحديات بفضل جهودها، مشيرًا إلى أن المنطقة تمر بتحديات وصراعات غير مسبوقة.

وإلى نص كلمة الرئيس المصري:

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة أعضاء هيئة الشرطة..

السيدات والسادة الكرام،

يطيب لي، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لعيد الشرطة المصرية، أن أتوجه بأسمى كلمات التهنئة للشرطة، نساءً ورجالًا الذين يقفون دومًا في طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعًا حصينًا أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية، التي تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل.

وفي هذه المناسبة الجليلة، نقدم تحية رفيعة لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية على شجاعتهم وإقدامهم في مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين.. وهذا النموذج المشرف من الأبطال يبث في نفوسنا على الدوام، شعور الفخر والاعتزاز.. وعلى أساسه تقف الدولة المصرية بكل مؤسساتها بجانب أسر أبطالنا.. وإنني أعتبر أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم، جزءًا من عائلتي الكبيرة.. مُتمسكًا بالعهد الذي قطعناه معًا، بتقديم كل الدعم والرعاية لهم، في مختلف مناحي الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.

وهنا اسمحوا لي أن أقول لكم إنه مهما قمنا به لن نعوض الشهيد أبدًا… نحاول الوقوف بجانب أسرهم في هذا التوقيت الصعب… نحاول أن نبني منهج حياة.. لن ننسي شهداءنا وأسرهم أبدًا.

الإخوة والأخوات،

إن احتفالنا هذا العام يأتي في وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها.. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدؤوبة التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات.. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصـور، واحـة للأمن والســلام في المنطقة.. فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذًا آمنًا لهم، اقتداء بقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".. إذ تستضيف مصر ما يزيد على 9 ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التي يحصل عليها المصريون.. كونهم ضيوفًا كرامًا لدينا، في إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية.

وفي السياق ذاته، وبحكم مسؤوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمي والتزاماتها الدولية، تسعى مصر بكل طاقاتها وجهودها المخلصة، إلى نبذ العنف والسعي نحو السلام. ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شاهدًا حيًا على هذه الجهود الدؤوبة، والمساعي المستمرة التي تبذلها مصر.. إلى جانب شركائها في هذا الشأن.. وسندفع بمنتهى القوة في تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلًا للحياة، ومنع أي محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة.. لأنه الأمر الذي ترفضه مصر بشكل قاطع حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.

شعب مصر العظيم،

إن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد في مصر بيئة حاضنة له، أو متهاونة معه.. وحدتنا هي درعنا الحصين ضده، وأي محاولات لزرع الخلاف بيننا.. ستبوء بالفشل، بإذن الله تعالى. فالشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويفتخر بهويته الوطنية الراسخة.. ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم.. والتجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعي المواطنين ووحدتهم كانت وما زالت حائط الصد، الذي تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.

ومن خلال احتفالنا اليوم، أوجه رسالة طمأنة للشعب المصري الأبي، بأن الدولة المصرية تسير في الطريق الصحيح، رغم كل التحديات وهو طريق يتطلب منا جميعًا العمل والتفاني للنهوض بأمتنا، وجعلها في المكانة التي تستحقها ونسعى بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة، لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشـة المواطـن المصري، ونؤكد استمرار عزيمتنا القوية وإرادتنا الراسخة للتغلب على كل التحديات، لنصنع مستقبلًا مشرقًا لمصرنا الحبيبة، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها، من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها وحسن استغلالها، والحكمة في اتخاذ القرارات، التي تتعلق بالمصلحة العليا لمصرنا العزيزة.

وختامًا، أتوجه إلى أعضاء هيئة الشرطة مُجددًا بالتهنئة بمناسبة عيد الشرطة، وأؤكد لكم أن مصر ستظل فخورة بعملكم في حفظ الأمن والأمان، وكفالة سيادة القانون، لكي من يعيش على أرض مصر في أمان واطمئنان.

وفقكم الله ورعاكم..

وكل عام وحضراتكم بخير،

ودائمًا وأبدًا:

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.