أقال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قائد العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا "سيرجي سوروفيكين"، بعد ثلاثة أشهر من تنصيبه، الأمر الذي يثير التساؤلات حول دوافع تلك الإقالة.
وتم تعيين رئيس الأركان العامة الروسية "فاليرى جيراسيموف"، لقيادة العملية العسكرية في أوكرانيا، ليحل محل "سوروفيكين" الذي أشرف على ضربات موسكو للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
سبق أن شارك "سوروفيكين" -55 عاما- في الحرب في طاجيكستان خلال التسعينيات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ عام 2015.
الجنرال هرمجدون
أعلنت وزارة الدفاع الروسية في شهر أكتوبر الماضي، تعيين "سوروفيكين" المُلقب بـ"الجنرال هرمجدون"، قائدًا للقوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا، بعد عدة نكسات لحقت بالقوات الروسية هناك.
انسحبت القوات الروسية بداية سبتمبر الماضي، من القسم الأكبر من منطقة "خاركيف" شمال شرق، إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
في ذلك الوقت أيضًا، خسرت القوات الروسية 500 كيلو متر مربع من الأراضي في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضرب حول بلدة "ليمان" الاستراتيجية التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وتزامن تعيين "سوروفيكين" قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، مع انفجار خلف دمارًا جزئيًا في جسر القرم الذي يشكل شريانًا رئيسيًا لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو وإلى قواتها في أوكرانيا.
بعد فترة وجيزة من تعيين "سوروفيكين" لقيادة العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في أكتوبر الماضي، بدأت روسيا حملتها لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، كما أشرف "سوروفيكين" على انسحاب روسيا من مدينة خيرسون.
اتصال مباشر مع بوتين
وفي منصبه قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، اكتسب "سوروفيكين" قوة كبيرة، وأصبح على اتصال مباشر مع الرئيس الروسي، وكتب المحلل العسكري "روب لي" على "تويتر" قبل شهور: "بصفته القائد الموحد في أوكرانيا، أصبح "سوروفيكين" قويا للغاية، وكان على الأرجح يتخطى وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" و"جيراسيموف" عندما تحدث إلى بوتين".
لكن يبدو أن الانتكاسات الأخيرة التي لحقت بالقوات الروسية في أوكرانيا، خاصة بعد هجمات المسيرات الأوكرانية التى استهدفت قواعد جوية روسية، وأودت بحياة العشرات من الجنود، دفعت القيادة الروسية إلى استبدال "جيراسيموف" بـ"سوروفيكين".
كان مسئولون غربيون كبارًا، قالوا في شهر ديسمبر الماضي، إن الهجوم على قواعد جوية في العمق الروسي يوجه ضربة نفسية قوية لموسكو.
أطول رئيس للأركان
يعتبر "جيراسيموف" الذي يشغل المنصب منذ عام 2012، هو أطول رئيس للأركان العامة الروسية خدمة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، ويلقب بـ"بطل روسيا".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس الأربعاء، إن تعيين "جيراسيموف" قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، يهدف لزيادة كفاءة إدارة العمليات العسكرية هناك، مشيرة إلى أن "سوروفيكين" سيظل نائبًا لـ"جيراسيموف".
وفي نهاية ديسمبر الماضى، قلد الرئيس الروسي، "سوروفيكين" وسام القديس جيورجيوس من الدرجة الثالثة، لكن قرار إقالته، يضع "جيراسيموف" أقرب إلى الإشراف المباشر على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمسؤولية عنها.
إجراء اعتيادي
ونقلت شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن المعلق التليفزيوني الروسي "سيرجي ماركوف" أن تعيين "جيراسيموف" قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، إجراء اعتيادي، إذ يتم نقل الجنرالات من الجبهة إلى المقر، ومن المقر إلى الجبهة، مضيفًا إن هذا الإحلال لا يعتبر عقابًا لـ"سوروفيكين".
ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن "جيراسيموف" كان شخصية رئيسية في التخطيط للعمليات العسكرية في أوكرانيا، ويبدو أنه كان بعيدًا عن الأنظار منذ ذلك الحين، إذ لم يقم سوى بزيارة واحدة للقوات الروسية في كييف، منذ بدء العمليات في 24 فبراير 2022.