الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

داخل دولة الاحتلال وخارجها.. طعنات السكاكين تستهدف الإسرائيليين

  • مشاركة :
post-title
تصاعدت وتيرة حوادث الطعن داخل إسرائيل وخارجها منذ بدء حرب 7 أكتوبر

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد يعكس تصاعد التوترات الأمنية والاجتماعية على خلفية السياسات التي تتبعها دولة الاحتلال، أصبحت حوادث الطعن بالسكاكين ظاهرة مقلقة تهدد أمن الإسرائيليين في داخل الأراضي المحتلة وخارجها.

ما كان يُعدّ نادر الحدوث تحوّل إلى وقائع شبه يومية تضع الإسرائيليين على حافة الخوف المستمر، في حوادث تتراوح بين هجمات فردية وأخرى ذات دوافع معقدة، باتت تُنفّذ بأيادٍ متعددة، سواء كانت إسرائيلية، أو عربية، أو أجنبية.

أحداث متصاعدة في قلب إسرائيل

مع بداية عام 2025، دخلت مدينة تل أبيب الإسرائيلية في دائرة العنف بعد هجوم طعن جديد في أحد شوارعها المزدحمة، ما أدى إلى مقتل اثنين أحدهما إسرائيلي والآخر فلسطيني وهو منفذ العملية، فلم تكن هذه الحادثة استثنائية، بل جاءت كجزء من سلسلة من الهجمات التي باتت تُسجَّل بشكل متكرر، ما يعكس واقعًا أمنيًا يزداد سوءًا يومًا بعد يوم في دولة الاحتلال وخارجها.

التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن عام 2024 شهد مقتل 134 شخصًا وإصابة 1277 آخرين في هجمات متنوعة. من بين هذه الحوادث، برزت عمليات الطعن كأحد أكثر أشكال العنف تأثيرًا، حيث وقعت 67 حادثة طعن تسببت في إصابة 104 أشخاص.

هجمات بأياد إسرائيلية

وشهدت مدينة حيفا المحتلة حادثة طعن غريبة عندما أقدم شاب إسرائيلي على طعن امرأة داخل متجر، وعلى الرغم من أن سلطات الاحتلال رجّحت أن الجاني يعاني من اضطرابات عقلية، إلا أن الحادثة أثارت صدمة واسعة بين الإسرائيليين، إذ جاءت من داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

شهود العيان تحدثوا عن لحظات رعب حقيقية، حيث قال أحدهم: "الهجوم كان سريعًا ومخيفًا للغاية". هذا الحادث يعكس كيف أن خطر الطعن لم يعد مقتصرًا على مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل تمدّد إلى داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته.

في تطور لافت، أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال ثلاثة شبان إسرائيليين بتهمة التعاون مع نشطاء فلسطينيين وتخطيطهم لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. هذه التحقيقات كشفت عن تورط بعض الإسرائيليين في دعم منظمات فلسطينية مثل حركة الجهاد الإسلامي، ما يضيف بُعدًا داخليًا للأزمة الأمنية.

حوادث منفردة

خارج حدود إسرائيل، تزايدت الهجمات التي استهدفت الإسرائيليين، وبرزت ظاهرة "الذئاب المنفردة" كأحد أكبر التحديات الأمنية، فوفق ما ذكرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في مارس 2024، فقد هاجم هاجم شاب يبلغ من العمر 15 عامًا رجلًا يهوديًا في زيورخ الألمانية، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.

وأشار يوناتان كروتنر، الرئيس التنفيذي للرابطة الجامعة للجاليات اليهودية في سويسرا، إلى أن هذه الحادثة كانت استثنائية، مشددًا على أن تصاعد الهجمات ضد اليهود يعكس أبعادًا أيديولوجية لم تكن مألوفة في السابق، مشيرًا إلى الحرب العنيفة التي شنتها دولة الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 واستشهد فيها نحو 50 ألف فلسطيني ومئات الآلاف من المصابين.

الصين وفرنسا نموذجًا

في أكتوبر الماضي، تعرّض موظف إسرائيلي يعمل في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الصينية بكين للطعن أثناء توجهه لشراء طعام، الحادثة أثارت مخاوف عميقة حول أمن الإسرائيليين في الخارج، خاصة مع غموض دوافع المهاجمين في بعض الحالات، إذ أكدت وزارة الخارجية بدولة الاحتلال أن مثل هذه الهجمات تتطلب تعزيز الجهود الدبلوماسية والأمنية لحماية مواطنيها حول العالم، حسب "يديعوت أحرنوت".

في فبراير الماضي بباريس تعرّض رجل يهودي للطعن ست مرات على يد مهاجم يعرفه منذ الطفولة، وألقت الشرطة الفرنسية القبض على المهاجم في شقته، إذ أعادت هذه الحوادث إلى الأذهان خوف الجاليات اليهودية في أوروبا من تصاعد الاعتداءات ضدهم، وخاصة بعد حرب 7 أكتوبر، حسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية اليومية.

وفي يوليو 2024، حاول مواطن كندي تنفيذ هجوم بسكين بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، معبرًا عن غضبه من مقتل المدنيين فلسطينيين في غزة، الحادثة تعكس كيف أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بات له صدى عالمي، حيث تظهر محاولات فردية للرد على سياسات إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، حسب صحيفة "معاريف" العبرية.

ومع تزايد وتيرة الهجمات في الداخل والخارج الإسرائيلي منذ الهجمات العنيفة على غزة لأكثر من عام، يواجه الإسرائيليون واقعًا أمنيًا مضطربًا يعكس تعقيدات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وأبعاده المحلية والعالمية.