الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حدث غير مسبوق.. ماسك وبيزوس وزوكربيرج "جنبا إلى جنب" بحفل تنصيب ترامب

  • مشاركة :
post-title
حفل تنصيب ترامب 2017

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في حدث غير مسبوق، سيجتمع أقطاب التكنولوجيا العالمية، الاثنين المقبل، لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في مشهد يعكس تحولاً في موازين القوى السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، إذ سيجلس أغنى ثلاثة رجال في عالم التكنولوجيا جنبًا إلى جنب في موقع متميز قرب أعضاء الحكومة الجديدة، بحسب ما كشفته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية. 

تحالف المال والسلطة

ويتصدر إيلون ماسك المشهد كأكبر داعمي حملة ترامب الانتخابية في 2024، بتبرع تجاوز ربع مليار دولار، لكن لا يقتصر الأمر على الدعم المالي، إذ إن أغنى شخص في العالم، سيتولى منصبًا حكوميًا رفيعًا كرئيس مشارك لوزارة جديدة تحمل اسم "إدارة الكفاءة الحكومية".

وأشارت التقارير إلى أن هذا المنصب، رغم غموض تفاصيله حتى الآن، سيمنح ماسك سلطة واسعة في إعادة هيكلة الجهاز الإداري الفيدرالي بأكمله.

ويأتي هذا التعيين وسط اتهامات متزايدة للملياردير الأمريكي باستخدام منصة "إكس" (تويتر سابقًا) التي يمتلكها، في نشر معلومات مضللة ودعاية لصالح حملة ترامب.

تغيير قواعد اللعبة

شهدت الأسابيع الأخيرة تحولات كبيرة في سياسات عمالقة التكنولوجيا، إذ اتخذ جيف بيزوس، مالك شركة أمازون وصحيفة واشنطن بوست، قرارًا غير مسبوق بمنع صحفييها من إصدار أي تأييد رسمي لمرشحي الرئاسة.

وجاء هذا القرار المفاجئ قبل ساعات من إعلان الصحيفة المتوقع عن دعمها مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس، ما أثار موجة استقالات واسعة وانخفاضًا حادًا في عدد المشتركين.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قدمت شركتا أمازون وميتا تبرعات بقيمة مليوني دولار لصندوق حفل تنصيب ترامب.

أما مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، فأعلن الأسبوع الماضي عن سلسلة من القرارات المثيرة للجدل، بدءًا بإلغاء برنامج التحقق من صحة المعلومات في منصاته، وزيادة المحتوى السياسي، في خطوة اعتبرها مراقبون انحيازًا واضحًا نحو المحتوى المحافظ، واستجابة لضغوط ترامب المتكررة حول ما يصفه بالرقابة على الأصوات اليمينية في وسائل التواصل الاجتماعي.

كما ألغى زوكربيرج سياسات التنوع والشمول في شركته، وتخفيف القيود على الخطاب المتعلق بحماية مجتمع الميم (الشواذ).

جيف بيزوس ومارك زوكربيرج وإيلون ماسك
أبواب السلطة

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ارتفاع غير مسبوق في تكلفة الوصول إلى الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب، موضحة أن تكلفة التفاعل المباشر مع ترامب ونائبه المنتخب جيه دي فانس في المناسبات الخاصة المحيطة بحفل التنصيب تضاعفت مقارنة بحفل 2017.

وبات على المتبرعين تقديم ما لا يقل عن مليون دولار للجنة التنصيب؛ للحصول على فرصة التواصل المباشر مع الرئيس المنتخب وزوجته ميلانيا، في حين كانت التكلفة 500 ألف دولار في الدورة السابقة.

وفي سياق متصل، أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن تبرعه الشخصي بمبلغ مليون دولار لصندوق التنصيب، في إشارة إضافية إلى تحول قادة التكنولوجيا نحو معسكر ترامب.

وسيتم تكريم المتبرعين السخيين بعشاءات خاصة مع الرئيس المنتخب وزوجته، قبل وبعد مراسم التنصيب في البيت الأبيض.

مخاوف اقتصادية وأخلاقية

وقالت "ذا جارديان" إن هذا التحالف غير المسبوق بين أثرى أثرياء العالم والرئيس الأمريكي المنتخب يثير مخاوف جدية حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الدعم المفاجئ.

وتكتسب هذه المخاوف مصداقية إضافية في ضوء تحليل أجراه معهد الضرائب والسياسة الاقتصادية (ITEP)، والذي أشار إلى أن المقترحات الاقتصادية لترامب ستؤدي إلى خفض الضرائب على أغنى 5% من الأمريكيين، مع زيادتها على بقية شرائح المجتمع.

ويكتسب حفل التنصيب المرتقب رمزية خاصة، إذ سيقام في 20 يناير الذي يصادف يوم مارتن لوثر كينج، وعلى نفس المنصة التي شهدت أحداث 6 يناير 2021، حين اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول.

وفي محاولة لإضفاء طابع من التوافق الوطني على الحدث، أعلنت نجمة الموسيقى كاري أندروود وفرقة Village People المشاركة في الحفل، مؤكدين على دور الموسيقى في "توحيد الناس" خلال الأوقات السياسية المنقسمة.