الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سنحل الأزمات.. مكالمة ترامب وشي ترسم ملامح علاقة أمريكا والصين

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وشي جين بينج في بكين، نوفمبر 2017

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تكتسب المكالمة الهاتفية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، هي الأولى منذ أربع سنوات، أهمية استثنائية كونها تأتي قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في العشرين من يناير الجاري، وفي خضم تطورات كبيرة تتعلق بمستقبل تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة. بحسب مجلة "نيوزويك".

محادثات شاملة وملفات شائكة

شهدت المكالمة بين الزعيمين، التي جرت مساء اليوم الجمعة، نقاشات معمقة حول العديد من القضايا الحساسة التي تشكل محور التوتر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي تفاصيل كشفتها نيوزويك، أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن المحادثات تناولت ملفات محورية تشمل التوازن التجاري، وأزمة المخدر القاتل "فينتانيل"، وقضية تطبيق "تيك توك".

وأضاف الرئيس المنتخب أنه يتوقع "حل العديد من المشكلات معًا، وبدءًا من الآن"، مشددًا على أن الرئيسين سيبذلان "كل ما هو ممكن لجعل العالم أكثر سلامًا وأمانًا"

وفي سياق متصل، كشفت المجلة الأمريكية أن المحادثات جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ تتزامن مع تصاعد المخاوف الأمنية المتعلقة بالتكنولوجيا الصينية في الولايات المتحدة.

وتجلى ذلك في قرار المحكمة العليا الأمريكية بالإجماع تأييد القانون الفيدرالي الذي يفرض حظرًا على تطبيق "تيك توك" ما لم تقم شركته الأم الصينية "بايت دانس" ببيعه بحلول الأحد.

وأكدت المحكمة في حيثيات قرارها أن ارتباط التطبيق بالصين يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، يفوق اعتبارات حرية التعبير لمستخدميه البالغ عددهم 170 مليون أمريكي.

تحديات اقتصادية وأمنية متشابكة

وأوضحت نيوزويك أن المحادثات بين ترامب وشي تكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية المتشابكة التي تواجه البلدين، فمن جهة، لوَّح ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية، في خطوة تذكر بحرب التجارة التي شنها خلال فترة رئاسته الأولى.

لكن في المقابل، أشارت تصريحاته السابقة إلى وجود "علاقة جيدة جدًا" مع الرئيس الصيني، وإمكانية الاستفادة من هذه العلاقة في حل أزمات دولية مثل الحرب في أوكرانيا.

وعلى جانب آخر، نقلت "نيوزويك" أن المكالمة تزامنت مع تصريحات صينية مثيرة للجدل حول تطوير أسلحتها النووية، إذ أعلنت بكين أنها "أُجبرت" على تطوير هذه الأسلحة، في وقت أطلق فيه مسؤول أمريكي تحذيرات بشأن برنامج أسلحة الدمار الشامل الصيني.

وتشير هذه التطورات إلى تعقيد المشهد الاستراتيجي بين البلدين، وحاجتهما الملحة لإيجاد أرضية مشتركة للتعاون.

نحو مستقبل جديد للعلاقات

ووفقاً لـ"نيوزويك"، أعلن التلفزيون المركزي الصيني عن إيفاد نائب الرئيس هان تشنج لحضور حفل تنصيب ترامب، في خطوة تعكس الأهمية التي توليها بكين لهذا التحول في العلاقات.

وأكد البيان الرسمي الصيني استعداد بكين "لتعزيز الحوار والتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وإدارة الخلافات بشكل مناسب، وتوسيع التعاون المربح للجانبين".

وأوضح التقرير أن ترامب أشار في مقابلة سابقة مع برنامج "ميت ذا برس" في ديسمبر، إلى استمرار تواصله مع شي منذ فوزه في الانتخابات، ورغم أن المحادثات لم تتطرق إلى قضية تايوان، إلا أنها شملت العديد من القضايا الأخرى التي تهم البلدين.

ويرى محللون، بحسب نيوزويك، أن هذه المكالمة تمثل نقطة تحول محتملة في العلاقات الأمريكية الصينية، خاصة مع اقتراب موعد تنصيب ترامب.