تاريخ صفقات تبادل الأسرى هو جزء أصيل من مسيرة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وفي كل لحظة يتجدد فيها الصراع تلعب هذه الصفقات دورًا حاسمًا في تحديد ملامح الأمن والسياسة،وذلك من أول صفقة في عام 1968 إلى صفقة شاليط 2011، حتى الصفقة الحالية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وكانت هذه الصفقات شاهدة على توازنات معقدة، تثير جدلًا كبيرًا، خاصة في ظل تأثيراتها الأمنية والسياسية بعيدة المدى، وسجل التاريخ عشر صفقات بارزة شكلت محطات مفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني.
تاريخ صفقات تبادل الأسرى
بدأت صفقات تبادل الأسرى بعد النكبة عام 1948، حينما اشتعلت الحروب بين الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ونتج عنها أسر آلاف الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، مقابل أسرى إسرائيليين لدى الدول العربية والمقاومة.
بلغ إجمالي صفقات التبادل بين 1948 و2011 نحو 38 صفقة، أطلقت خلالها المقاومة والدول العربية آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب، في مقابل عدد محدود من الجنود الإسرائيليين، وفي التقرير التالي نركز على الصفقات العشر الكبرى للمقاومة الفلسطينية:
1- صفقة 1968 .. البداية
في يوليو 1968، نفذت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أول عملية خطف طائرة إسرائيلية، وطالبت بالإفراج عن 37 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح الركاب، ونجحت الصفقة وشكَّلت نقطة تحول في النضال الفلسطيني.
2- صفقة 1969.. تصعيد المطالب
في أغسطس 1969، اختطف الفلسطينيان سالم العيساوي وليلى خالد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" طائرة أمريكية أقلعت من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة إلى تل أبيب، وأرغما الطيار على التحليق فوق فلسطين التاريخية، ثم توجهت الطائرة إلى سوريا وهبطت في دمشق، وانتهت الصفقة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وطيارين سوريين.
3- صفقة 1971.. أول تبادل رسمي
نفذت حركة "فتح" صفقة تبادل أسير مقابل أسير في يناير 1971، أُفرج بموجبها عن محمود بكر حجازي، أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية، مقابل الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز.
4- صفقة "الليطاني".. 1979
في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، أسرت الجبهة الشعبية جنديًا إسرائيليًا، وأُفرج عنه في مارس 1979، مقابل 76 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 12 فتاة.
5- صفقة 1983.. تحرير الآلاف
أسرت المقاومة الفلسطينية 8 جنود خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتمت الصفقة في نوفمبر 1983 وأُطلق خلالها سراح 4700 أسير من "معسكر أنصار" في الجنوب اللبناني، و65 آخرين من السجون الإسرائيلية.
6- صفقة "الجليل".. 1985
وُصِفت بأنها الأضخم حتى ذلك الحين، أُطلق خلالها سراح 1155 أسيرًا فلسطينيًا وعربيًا، بينهم الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس ومؤسسها، مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين.
7- صفقة 1991 .. الجندي الدرزي
بعد سنوات من المفاوضات، أُعيدت جثة الجندي الدرزي سمير أسعد الذي كان يعمل مترجمًا في الخدمة الدائمة لدى جيش الاحتلال في سبتمبر 1991، مقابل السماح بعودة أحد مبعدي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهو النقابي علي عبد الله "أبو هلال" من "أبو ديس"، الذي أبعدته إسرائيل عام 1986.
8- صفقة "الحرائر".. 2009
في صفقة محدودة، أفرجت إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية في أكتوبر 2009، مقابل شريط فيديو يظهر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بصحة جيدة.
9- صفقة "شاليط".. 2011
تعد هذه الصفقة من أعظم إنجازات المقاومة الفلسطينية، فبعد أكثر من خمس سنوات من أسر شاليط، نجحت "حماس" عبر الوسيط المصري في تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم قيادات بارزة منهم يحيى السنوار زعيم حركة حماس السابق، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
10 - صفقة 7 أكتوبر
26 نوفمبر 2023، اتفقت دولة الاحتلال وحركة حماس على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، وإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز إسرائيلي مقابل 200 سجين فلسطيني.
وفي يناير الجاري، تمكنت جهود الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، من التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد حرب عنيفة خلفت نحو 50 ألف شهيد فلسطيني، مقابل إنهاء قضية المحتجزين الإسرائيليين في غزة، المتوقع دخوله حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل .