تعاني إسرائيل انقسامات داخلية فيما يتعلق بتجنيد اليهود المتشددين "الحريديم"، في الوقت الذي كشف فيه وزير دفاع جيش الاحتلال عن خطته لتجنيدهم، خلال السنوات المقبلة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن عدد "الحريديم" في الجيش يجب أن يزداد تدريجيًا من سنة إلى أخرى حتى يصل 50% من مجموعة المتشددين الدينيين المؤهلين سنويًا في 2032.
وقدم "كاتس" رؤيته لتجنيد اليهود المتشددين، وتوفير الإعفاءات المستمرة من الخدمة العسكرية لأعداد كبيرة من الحريديم، من خلال هدفين، الأول أن يشارك الحريديم في خدمة حقيقية ومهمة مع حماية أسلوب حياتهم، الثاني الحفاظ على عالم التوراة.
مظاهرات لتجنيد الحريديم
وتظاهر العشرات خارج الكنيست ضد الجهود المبذولة لمواصلة إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، ولوّح المتظاهرون بالأعلام الإسرائيلية، وطالبوا "الحريديم" بـتحمل عبء الخدمة العسكرية جنبًا إلى جنب مع المواطنين الآخرين.
وقال "كاتس": "الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تجنيد 4800 جندي هذا العام، و5700 في العام التالي، وعدد غير محدد في كل عام لاحق، ويرتفع إلى 50% من الدفعة السنوية من اليهود المتشددين في 7 سنوات".
عقوبات مالية
واقترح كاتس فرض عقوبات مالية على المؤسسات التعليمية، مثل المعاهد الدينية، وكذلك على الأفراد، حال عدم استيفاء حصص التجنيد السنوية من المجتمع بموجب خطته للتجنيد.
وأضاف "أن ذلك يشمل فرض عقوبات شخصية على كل من تم تعيينهم للخدمة، بما في ذلك أولئك الذين يدرسون في المدارس الدينية، وأن الشباب سيخرجون من الخدمة في الجيش، ولن يحتاجوا إلى الإعفاء بمجرد بلوغهم 26 عامًا".
وقال: "اقتنعت خلال المناقشات بأنه يجب أن تكون هناك عقوبات ليس فقط على المدارس الدينية بل أيضًا على الطلاب، وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن".
التهرب من الجيش
وقال وزير الدفاع في جيش الاحتلال: "بما أن الحريديم يشكلون ثلث سكان إسرائيل، فمن المهم برأيي تعزيز التشريعات التي تعتمد على الحوار والاتفاق، بما في ذلك من قبل الزعماء العامين الحريديم".
وقوبل اقتراح كاتس بالتجنيد بسخرية من نواب المعارضة، إذ اتهمه بعضهم بالترويج للتهرب من الخدمة العسكرية والانخراط في السياسة.
هجوم على الدين
ووصف زعماء اليهود المتشددين الجهود المبذولة لتجنيد أعضائهم بأنها هجوم على الدين، وجادلوا بأن حتى أولئك الذين لا يشاركون في دراسة التوراة بدوام كامل لا ينبغي لهم التجنيد.
وألزمت محكمة العدل العليا في إسرائيل الحكومة بضرورة أن تجند طلاب المدارس الدينية اليهودية المتطرفة في الجيش، لأنه لم يعد هناك أي إطار قانوني لمواصلة الممارسة المستمرة منذ عقود من الزمن المتمثلة في منحهم إعفاءات شاملة من الخدمة العسكرية.
ومنذ ذلك الحين، صدرت آلاف الأوامر، لكن عددًا قليلًا من الحريديم التحقوا بالخدمة العسكرية، بينما بقيت الغالبية العظمى من المؤهلين للخدمة العسكرية خارج الجيش.
ويسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى إصدار مشروع قانون يحافظ على نطاق واسع على إعفائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية أو أي خدمة وطنية أخرى.