عادت جوائز جولدن جلوب مرة أخرى إلى شاشة التلفزيون بعد ما غابت عنها نتيجة لعاصفة الغضب والجدل التي ثارت العام الماضي بعد الهفوات الأخلاقية لبعض أعضاء رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية والاتهامات العنصرية التي وُجهت لمنظومتها التصويتية، إذ لم تكن تضم عدد مصوتين من أصحاب البشرة السمراء يضمنون تصويتًا عادلًا للمواهب السمراء، وفي الوقت نفسه يحققون تمثيلًا متوازنًا داخل الكيان التصويتي لأعضاء الرابطة، وذلك بعد التقرير الذي نشرته Los Angeles Times أكدت فيه أن افتقار الرابطة إلى أي أعضاء من أصحاب البشرة السمراء، ولأن لديها تاريخًا في اتخاذ قرارات مشكوك فيها أخلاقيًا، وبثت قناة Nbc بالأمس حفل النسخة الـ80 للجوائز الذي ساده الهدوء وغابت عنه المفاجآت، ووصفه عدد لا بأس به من المجلات والمواقع الفنية المتخصصة بالحفل الناجح.
افتتح جيرود كارمايكل الحفل بالتعليق على غياب بث الجوائز العام الماضي في محاولة لتحليل الادعاءات والاتهامات التي وُجهت لرابطة الصحافة الأجنبية بهوليود، وأيضًا كي يفسر وجوده وربما سبب اختياره ومن ثمّ قبوله لتقديم حفل هذا العام، والتي تتمحور جميعها حول كونه ممثلًا كوميديًا من أصحاب البشرة السمراء، وقال إن وجوده ما هو إلا محاولة من الرابطة لتصحيح أخطاء حدثت بالماضي.
وجاء في تقرير مجلة "فارايتي" لتقييم الحفل بشكل عام "أن حجم التغيير الذي طرأ على طريقة تفكير الرابطة وتعاملها مع المشكلات التي واجهتها في الأعوام السابقة بشكل ملموس هو أمر نسبي في الوقت الحاضر، ومن المؤكد أنه يحتاج إلى وقت أطول، لكن عودتهم إلى قناة Nbc قبل عام من انتهاء عقدهم معها، هو أمر لا يشي بتغيير كبير قد حدث، بدون شك كانت هناك أسباب وجيهة لغياب الجولدن جلوب العام الماضي، وهناك الكثير من إرثهم يستحق النقد، لكن عودتهم هذا العام كان أيضًا تذكيرًا بأنه على الرغم من كل ذلك، هناك أسباب لا تزال تجعل من الجولدن جلوب حدثًا مهمًا يجب انتظاره".
وأضاف دانيال داداريو كاتب التقرير: "أنا مؤمن أن حفلات الجوائز تتشكل من خلال الخُطب أو الكلمات التي يُسمح للمتحدثين والفائزين بإلقائها، وبشأن هذا الأمر تحديدًا فقد حقق فريق الجولدن جلوب نجاحًا غير مشروط.
وتابع قائلًا: خلال حقبة الكوفيد، شهدنا العديد من حفلات الجوائز، لا سيما جوائز Emmys، التي كانت تقيد الفائزين والمتحدثين بالموسيقى التكميلية أو المصاحبة، فكان من الصعب الاستماع أو الاستمتاع بالممثلين الذين كانوا يتحدثون إلى الكاميرا، كان هذا قاتلًا.
وأشار دانيال داداريو إلى أنه كان من الجيد تطور أداء وحضور كارمايكل على المسرح مع مضي الحفل، حيث قال: كان يشجع النجوم بشكل لطيف، ولم يكن لديه خطاب آخر جاد أو طويل بعد خطابه الافتتاحي.
وأكد أن حفل الأمس بمثابة دليل مطمئن على أن آلية عمل هوليوود عادت تعمل بشكل طبيعي من جديد، إذ يعتبر هذا أول حفل توزيع جوائز طبيعي منذ جائحة كورونا، ولم تصل حفلات توزيع جوائز الأوسكار والـ Emmys إلى مستوى هذا الحفل.
واختتم داداريو تقريره في النهاية قائلًا: "خطايا رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود ستظل باقية ومعروفة وللجمهور أن يحكم عليها، ولكن عودة حفل توزيع الجوائز بهذا الشكل المدروس والعاطفي والمبهج هو أمر جيد أو على الأقل كانت ليلة واحدة جيدة، ويجب القول بأنها كانت دعاية جيدة من المنظمين لما ينتظرنا في المستقبل".