على بُعد أميال من أشد بقاع الأرض لهيبًا على خط الاستواء تقع "شابيلا"، إحدى مناطق الصومال الجنوبية وأقلها حظًا، كانت معروفة بالزراعة والرعي قبل أن يندر المطر ويجف النهر وتُفنى الماشية.
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" فيلمًا وثائقيًا من داخل إقليم "شابيلا" في دولة الصومال، من سيناريو وإخراج الإعلامي محمد سعيد محفوظ، الذى كشف جزءًا من معاناة الصوماليين، أبرزها شُح الأمطار وكثرة الإرهاب، فضلًا عن قلة المعونات الإنسانية والإغاثية، كما جسد أثر الجفاف نتيجة لغياب الأمطار لمدة 5 مواسم متتالية، ما دفع عددًا كبيرًا من السكان للنزوح اتجاه العاصمة مقديشو ونصب مخيمات على حدودها، إذ لم يسمح لهم بالدخول إلى قلبها فاستقروا في الضواحي ونصبوا خيامهم في العراء.
7 ملايين مواطن مهددون بالموت
وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة بالصومال، أحمد معلم فقي، قال لـ"القاهرة الإخبارية"، إن إقليم "شابيلا" شهد عدم تساقط الأمطار خلال العامين الماضيين، والشعب الصومالي يعتمد على الأمطار ما أسفر عن معاناة 7 ملايين مواطن بسبب الجفاف.
التغيرات المناخية
فيما، قال محمود معلم، مدير هيئة الكوارث الصومالية، إن هناك أسبابًا عديدة وراء الجفاف أولها ما يحدث من تغيرات مناخية كبيرة حول العالم التى فاقمت حالة الجفاف التي تتعرض لها الصومال الآن، إلى جانب ذلك ما تمر به الصومال من تحديات أمنية كثيرة وما تمثله من مخاطر عديدة بسبب عدم الاستقرار الأمني لسنوات الماضية.
معسكر القبور
هكذا اتفق النازحون على تسميته ليس فقط لقربه من مقبرة المدينة، لكن لأن سكانه يعيشون كـ"الأموات"، إذ يقبض الجوع والعطش أرواح السكان واحدًا تلو الآخر، فلا تقطع الجنازة سوى هذا الطريق الفاصل بين المقبرتين.
وصنع النازحون خيامهم بقِطع من "الخيش المهترئ"، وبألواح من الصفيح شيّد المتبرعون فصلًا للدراسة ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.
وقالت خديجة مادو، نازحة بمعسكر "القبور"، إن أسرتها كانت تمتلك مزرعة للحبوب مع عدد من المواشي، لكن مع الجفاف قررت النزوح، وبعد وصولهم بأيام أصابت المجاعة والحمى الأطفال ما أدى إلى وفاة 3 من أبنائها، مؤكدة أن المساعدات الحكومية لم تصل حتى الآن، وأوضحت أنها غير قادرة على العمل وتعيش على الصدقات حتى الآن.
الإرهاب أحد أسباب النزوح
لا ينزح الصوماليون داخل وطنهم هربًا من الجفاف فقط، لكن تنظيم الشباب الإرهابي حوّل القرى المنكوبة إلى إمارات ودويلات قهروا سكانها باسم "الإسلام".
فيما، أوضح عبدالرحمن عبدالشكور، المبعوث الخاص للشؤون الإنسانية والجفاف بالصومال، إن حركة الشباب الإرهابية تفرض إتاوات على المزارعين وأصحاب المواشي وتبتز السكان وتسبب مشكلات كبيرة.
في السياق ذاته، قال أحمد معلم فقي، وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة بالصومال، إنه زار برفقة رئيس الوزراء الصومالي آخر مدينة محررة من الإرهاب واقعة في شابيلا الوسطى، وتحدثنا عن الشيوخ الذين أخبروهم بالمأساة والمعاناة بسبب حركة شباب المجاهدين الذين ينهبون أموال الناس وينتهكون حرماتهم باسم الإسلام.