بث التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي فيلمًا جديدًا عن الأيام الأولى للحرب الكورية، احتفالًا بقدوم عام 2025، استعرض سردًا، وصفته بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه مشوه للحقائق، حول العلاقات الوثيقة مع موسكو، وهو ما يبدو أنه يهدف إلى تعزيز الشراكة العسكرية الحالية بين بيونج يانج وموسكو.
الفيلم الذي يحمل عنوان "72 ساعة" عرض في جزأين على قناة كوريا المركزية للتلفزيون (KCTV) يومي الخميس والجمعة، بعد عرضه لأول مرة في دور السينما المحلية في فبراير 2024. ويُعد هذا أول فيلم جديد يُعرض في البلاد منذ قرابة عام، بعد عرض فيلم "يوم واحد وليل واحد" في يوم رأس السنة 2024.
لماذا الآن؟
وأوضح يي جي-سون، الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني، أن عرض الفيلم جاء بعد اجتماع اللجنة المركزية الأخيرة لكوريا الشمالية، حيث تجاهل كيم جونج أون، سول ودعا إلى سياسة "الأشد صرامة" تجاه الولايات المتحدة.
وأشار "يي" إلى أن الفيلم يسعى إلى "استحضار" مشاعر عدائية تجاه واشنطن وسول، من خلال تذكير الأجيال الشابة بالسرد التاريخي الرسمي لكوريا الشمالية عبر وسائل الإعلام الترفيهية. كما يبرز الفيلم العلاقات الوثيقة بين بيونج يانج وموسكو، حيث يظهر مشهد يطلب فيه كيم إيل سونج من وزير خارجيته الاتصال بالسفير السوفيتي.
ويرى الباحث الكوري أن الفيلم يوحي بأن البلدين يمكنهما دعم بعضهما البعض في الأوقات الصعبة، ما يعزز فكرة أن "روسيا هي الراعية التي ساعدت كوريا الشمالية في الأزمات السابقة".
ويظهر الفيلم أيضًا غرفة اجتماعات تتدلى منها صور لستالين وكيم إيل سونج على الجدران، إلا أن أحد الخبراء أكد أن ذلك لا يعكس التاريخ الفعلي. وقال فيودور تيرتسكي، الباحث في جامعة كوكمن في سول، "كان لديهم في الماضي صور لستالين، لكن هذا الفيلم لا يبدو أصليًا؛ لأنهم في الغالب لم يعلقوا صورة لستالين فقط، بل كانت هناك أيضًا صورة لماو، عادةً ما كانت ثلاث صور معًا".
الحرب الأوكرانية
ويأتي بث فيلم "72 ساعة" في وقت تكثف فيه كوريا الشمالية وروسيا علاقاتهما العسكرية على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث أرسلت كوريا الشمالية أسلحة وقوات إلى موسكو في مقابل الحصول على مساعدات تكنولوجية.
وكانت السفارة الروسية في كوريا الشمالية، أفادت في وقت سابق بأن السفير ألكسندر ماتسيجورا وأعضاء السفارة شاهدوا الفيلم، معربين عن شكرهم لوزارة الخارجية في بيونج يانج لمساعدتها في التعرف على "التاريخ البطولي".
مشاركة "كيم" في التأليف
وقبل عرض الفيلم الأسبوع الماضي، أعلنت قناة KCTV أن كيم جونج أون هو من كتب النص وقدم التوجيهات أثناء التصوير، وهو بيان نادر حول مشاركته المباشرة في إنتاج الأفلام. ولا يُعرف عن الزعيم الحالي ارتباطه القوي بإنتاج الأفلام، على عكس والده كيم جونج إيل الذي كان معروفًا باهتمامه الكبير بالفنون. لذا، قد يكون الادعاء بأن كيم هو من كتب السيناريو جزءًا من محاولات مستمرة لتعزيز تمجيد شخصيته على حساب سابقيه.
ويصور الفيلم كوريا الشمالية على أنها كانت تدفع من أجل التوحيد السلمي قبل الحرب، حيث تدعي أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة رفضتا هذه المبادرات. وهذه النقطة مهمة، خاصة أن كيم جونج أون، تراجع عن هدف التوحيد في ديسمبر 2023، مُطالبًا بإزالة لغة ورموز التوحيد من البلاد.