تمكن العلماء من تحديد ثقب أسود هائل مختفي، تشكل في أثناء بدايات الكون المبكرة، بعد أن قضى عصورًا في مرحلة هادئة عندما كان كل شيء حوله يعج بالنشاط، وهو الاكتشاف الذي أثار حيرة العلماء وغير وجهة نظرهم حول تلك الأجسام الضخمة.
ولكن المثير في الأمر أنه خافت جدًا، وهو ما يتناقض مع الثقوب السوداء الساطعة التي تبتلع المادة بسرعات لا هوادة فيها، وهو ما يشير بحسب موقع "earth"، إلى وجود العديد من الثقوب السوداء الأخرى التي قد تكون مخفية.
ويرى العلماء أن الثقب الأسود يبدوا أنه اكتسب ثقله قبل وقت طويل من المتوقع، إذ شعروا بالفضول إزاء حجمه الهائل الذي يشير إلى فترة تغذية سريعة تعرض لها في مرحلة ما من حياته، جعلته مشتعلًا ونشطًا، ثم تلاها فترة هدوء.
ويعتقد علماء الفلك أن الانفجارات القصيرة من التغذية الثقيلة قد تفسر كيف تمكن الثقب الأسود من تجميع الكثير من الكتلة في أثناء البقاء في الظل لفترات طويلة، ويبدو أن المجرة المضيفة تجنبت تكوين العديد من النجوم خلال ذروة الثقب الأسود.
وفي السياق ذاته؛ أشاد خبراء بهذا الاكتشاف لتحديه لآرائهم التقليدية، ووفقًا لمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، كان يُعتقد في البداية أن الثقوب السوداء كانت تلمع بشدة، لكن هذا الثقب يُظهر أن بعضها قد يختبئ في العتمة لعصور.
ويعتقد علماء فلك آخرون أن أجسامًا عملاقة خاملة ربما تكون منتشرة في أنحاء الكون القديم، في انتظار أن يتم اكتشافها، مشيرين إلى أن الثقب الأسود الهادئ من الصعب رصده لأنه يمتزج مع مجرته، وتحجبه النجوم الصغيرة العديدة المحيطة به.
وأثار الاكتشاف جدلًا علميًا واسع النطاق، وتحاول كل الطرق التوفيق بين وجود ثقب أسود ضخم وبيئة هادئة، إذ عكست وجهات النظر المتنوعة مدى غرابة هذا العملاق النائم بين الأضواء الساطعة للمجرات القديمة.
وأكبر ما يمكن تعلمه، بحسب علماء الفلك من هذا الاكتشاف، هو أن الثقوب السوداء ليست كلها لامعة، وتجعل الباحثين منفتحين على فكرة وجود المزيد من هذه الأجسام، لكنها ببساطة مغطاة أو محجوبة بالغبار.