أصبحت السوشيال ميديا أحد التحولات المعاصرة التي لا يستطيع أحد إنكار دورها في تقدم المجتمعات، ورفع الوعي، في عدة مجالات، وباتت في فترة زمنية قصيرة نافذة للمعرفة، لا يمكن الاستغناء عنها، لكن تحيط بها المخاوف في ظل انتشار المعلومات المضللة بين مستخدمي هذه المنصات الإلكترونية.
وقال الدكتور أسامة السعيد، الكاتب والخبير الإعلامي، إنه يجب أن نفرّق في النظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي بين مرحلتين أساسيتين؛ المرحلة الأولى قبل 2011 والمرحلة الثانية بعد 2011.
وأضاف "السعيد" في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، من القاهرة، أنه قبل 2011 كانت وسائل التواصل الاجتماعي ينظر إليها على أنها مواقع للترفيه واكتساب المعارف والصداقات.
وبعد 2011 تحول دور هذه الوسائط والمنصات إلى ممارسة دور سياسي واجتماعي مهم، وبالتالي تحول أداء هذه الوسائط إلى بديل لمنصات وكيانات سياسية موجودة في العديد من الاجتماعات، وشاهدنا محاولات استخدام هذه الوسائط في توجيه الرأي العام تجاه آراء أو اتجاهات معينة وبدأنا نشهد صناعة ما يسمي "الترند" أو أجندة الأولويات.
وتابع، بدأت هذه الوسائط تستخدم في بناء أولويات المجتمعات، وبالتالي بدأت الكثير من الجهات تلتفت إلى أهمية المنصات في توجيه الرأي العام للسيطرة على قطاعات واسعة، وخاصة الشباب بحكم أنهم الأكثر استخدامًا لهذه الوسائط، ومن هنا بدأت فكرة الاستقطاب، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحقيق أهداف لا يمكن أن تحقق بأدوات مادية مباشرة.
ومن جانبه قال أحمد الشيخ خبير المنصات الرقمية، إن فكرة استخدام السوشيال ميديا لتوجيه الرأي العام هي فكرة موجودة منذ فترات طويلة، وأن هناك بعض الدول تقوم بعمل معسكرات، وفي إيران على سبيل المثال هناك معسكر لتخريج الجيوش الالكترونية وإدارة الحرب الالكترونية لتوجيه الرأي العام، وأصدر فيسبوك تقريرا تحدث عن هذه الجيوش والتي تستخدمها إيران لاستهداف بعض الدول.
وأضاف "الشيخ" في مداخلة له على قناة القاهرة الإخبارية من لندن، أن فكرة استخدام السوشيال ميديا لإدارة الرأي العام موجودة، وأن حجم الإنفاق كبير جدا، ولكن هناك قيود وضعتها فيسبوك علي الإنفاق أو إدارة الإعلانات السياسية.
وأشار، تويتر أصبح مرن أكثر في الإعلانات السياسية مؤخرا تحت قيادة إيلون ماسك، ويجب أن نتعامل مع السوشيال ميديا على اعتبار انها كيان كبير متشعب الامتيازات والعيوب والاستخدام، وكل من يملك التكنولوجيا والمعرفة سيكون هو الاقدر والأفضل في إدارة هذه الحرب.