بين أضواء الألعاب النارية التي تتألق في السماء، وصفحات التاريخ التي تطوى، يستقبل العالم عام 2025 بروح تجمع بين الأمل والحذر. في ليلة لا تشبه سواها، يودّع الكوكب عامًا اشتعلت فيه ألسنة التغيير والصراع؛ عام 2024، الذي وُصف بالأكثر سخونة في التاريخ، شهد حروبًا مؤلمة في غزة وأوكرانيا، واضطرابات عميقة في الشرق الأوسط، وانتهى بعودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.
في جنوب المحيط الهادئ، يبدأ العد التنازلي للعالم الجديد، كانت كيريباتي أول من افتتح صفحة 2025، وانضمت تونجا وساموا إلى السباق الزمني، تلتها نيوزيلندا، التي أضاءت سماء مدينة أوكلاند بعرض مبهر للألعاب النارية حول برج سكاي تاور، ليشهد الحاضرون أولى لحظات العام الجديد في أحد أكبر المراكز الحضرية في العالم.
أوكلاند تبتهج
في نيوزيلندا، كانت مدينة أوكلاند أول مدينة كبرى شهدت احتفالات العام الجديد، حيث تجمع الآلاف في وسط المدينة أو تسلقوا القمم البركانية لمشاهدة الألعاب النارية، وتخللت العروض إشادات بالسكان الأصليين، لتضفي لمسة ثقافية فريدة على استقبال العام الجديد.
وشهد ميناء سيدني تجمعًا لأكثر من مليون شخص، حيث أضاءت الألعاب النارية جسر الميناء والخليج. كما قاد نجم البوب البريطاني روبي ويليامز الحشد في غناء احتفالي، بينما تضمنت الفعاليات تكريمًا للسكان الأصليين الأستراليين.
تنوع آسيوي
اليابان: أغلقت البلاد أبوابها للاحتفال بأكبر عطلة سنوية، مع تجهيز المنازل والمعابد بنظافة شاملة، استعدادًا لعام الثعبان الذي يُرمز إليه بالبعث والتجديد.
كوريا الجنوبية: أُلغيت بعض الاحتفالات حدادًا على حادث تحطم طائرة أسفر عن مقتل 179 شخصًا.
بانكوك: شهدت عروضًا موسيقية وألعابًا نارية ألهبت الأجواء، بينما استعدت مغنية الراب الشهيرة "ليسا" لإحياء حفلها.
جاكرتا: تألقت السماء بعروض الطائرات بدون طيار، حيث شاركت 800 طائرة في تزيين الأجواء.
الصين وروسيا والشرق الأوسط
شهد العام الجديد تبادل التهاني بين الرئيسين شي جين بينج وفلاديمير بوتين، في إشارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية في ظل التوترات مع الغرب، كما وجّه "شي" رسالة إلى تايوان تؤكد وحدة "العائلة الصينية".
وفي الشرق الأوسط، ألقى الصراع بظلاله على الاحتفالات، لا سيما في غزة وإسرائيل حيث اشتدت الأعمال العسكرية.
أما في لبنان، فقد تعافى المواطنون من أضرار الحرب، فيما أبدى السوريون تفاؤلًا حذرًا بعد الإطاحة بالزعيم السابق بشار الأسد.
أوروبا.. تضامن وألعاب نارية
إيطاليا: تميزت احتفالات روما ببدء السنة المقدسة للبابا فرانسيس، التي تُقام مرة كل ربع قرن. ومن المتوقع أن تستقطب المدينة الخالدة ملايين الحجاج خلال هذا العام المميز.
ألمانيا: دعا المستشار أولاف شولتز المواطنين إلى التكاتف في ظل التحديات الاقتصادية.
فرنسا: اختتمت باريس عامًا رياضيًا مميزًا بألعاب نارية أضاءت شارع الشانزليزيه، تزامنًا مع استعادة المدينة روح الأخوة من خلال الألعاب الأولمبية.
نيويورك آخر المحطات
في البرازيل، اجتمع الملايين على شاطئ كوباكابانا لمشاهدة عروض الألعاب النارية والحفلات الموسيقية التي أحيى نجوم بارزون مثل أنيتا وكايتانو فيلوسو.
في نيويورك، آخر المحطات التي يزورها العام الجديد استمرت تقاليد إسقاط الكرة في تايمز سكوير، فيما أضاءت الألعاب النارية سماء لندن ولاس فيغاس. وبينما تُختتم الاحتفالات في ساموا الأمريكية كآخر محطة، يُودع العالم عامًا مضى ويحتضن آمال العام الجديد.