في محاولة لقراءة المشهد وما بين السطور، وعلى مدار سبعة عشر شهرًا، هو عمر الحرب الروسية الأوكرانية، رجحت العديد من التقارير، موعد انتهاء تلك العملية التي دارت رحاها في الرابع والعشرين من العام الماضي، والتي تسير نحو عامها الثاني، إذ يتوقع الخبير العسكري، جوستاف جريسيل، في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية في برلين، أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025 على أقرب تقدير، في ظل اشتعال الحرب بين هجوم وهجوم مُضاد، إلا أنه يرى أن أوكرانيا تقود هجومًا لا يرقى إلى مستوى التوقعات الأولية والأهداف التشغيلية للوصول إلى ساحل بحر آزوف وعزل شبه جزيرة القرم عن بقية الوحدات الروسية؛ نظرًا لمستوى الخسائر، وهو ما يجعله غير واقعي حاليًا على الأقل، بحسب موقع "تاجز شاو".
وعلق "جريسيل" انتهاء الحرب، على الرئيس الأمريكي القادم قائلًا: "إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، فقد يعرض صفقة في يناير 2025 ما يجعل ربيع 2025 أقرب وقت ممكن للحرب أن تنتهي بشروط روسيا، وإذا فاز بايدن في الانتخابات، وهو احتمال أكبر قليلًا في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن تستمر الحرب إلى ما بعد عام 2025".
ويبدو أن الهجوم الأوكراني يستهدف بشكل أساسي مدينة توكماك الجنوبية في منطقة زابوريجيا، لكن الدفاعات الروسية هناك عميقة جدًا، لذا قد يكون من الصعب اختراقها، لكن هناك نجاحات فردية، إذ بدأ الأوكرانيون أخيرًا في سحب الوحدات البالية من الخطوط الأمامية واستبدالها بوحدات جديدة.
وأوضح أن الاستنزاف في هذه الحرب هائل، وأعلى قليلًا في الجانب الروسي منه في الجانب الأوكراني، مُشيرًا إلى أن الروح المعنوية تكون في بعض الأحيان في المعسكر الروسي أقل بسبب عدم التناوب، وأن كبار السن على وجه الخصوص يشعرون بالضغط المستمر.
ولفت إلى أن الجيش الروسي حشد 100 ألف جندي و900 دبابة قتالية في الشمال، وهو ما يحتاجه لصد الهجمات الأوكرانية في الجنوب والقدرة على التناوب هناك.
وأوضح أن هناك انقسامًا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته، وتضغط قيادة الجيش لتصبح أكثر دفاعية وإنهاك الجيش الأوكراني، إلا أن بوتين يطالب بتحرير ولايتي دونيتسك ولوهانسك بالكامل.