الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطط سرية روسية.. استهداف اليابان وكوريا الجنوبية في حالة الحرب

  • مشاركة :
post-title
صواريخ روسية في الساحة الحمراء أمام الكرملين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت وثائق عسكرية سرية مُسربة عن خطط روسية مفصلة لشن هجمات على البنية التحتية المدنية والعسكرية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، تضمنت قائمة تفصيلية تحتوي على 160 هدفًا استراتيجيًا، من بينها محطات للطاقة النووية ومنشآت حيوية.

وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن هذه الوثائق التي تعود إلى الفترة بين عامي 2013 و2014، تكشف عن استراتيجية روسية شاملة للتعامل مع تهديدات مُحتملة على جبهتها الشرقية.

أهداف استراتيجية

تكشف الوثائق المسربة، التي حصلت عليها الفاينانشال تايمز من مصادر غربية، عن مخاوف روسية عميقة بشأن حدودها الشرقية وتعرضها المحتمل للهجوم من قبل القوات الأمريكية وحلفائها الإقليميين في حال نشوب حرب مع حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وتتضمن الوثائق خططًا تفصيلية لاستهداف شبكة واسعة من المنشآت الحيوية، بما في ذلك الطرق والجسور والمصانع، بهدف منع إعادة تجميع القوات العسكرية في المناطق الاستراتيجية.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الخطط لا تزال ذات صلة باستراتيجية روسيا الحالية، رغم مرور ما يقرب من عشر سنوات على إعدادها.

البنية التحتية المدنية

تفصل الوثائق المُسربة قائمة الأهداف بشكل دقيق، إذ تتضمن 82 موقعًا عسكريًا تشمل مقرات القيادة المركزية والإقليمية للقوات المسلحة في كلا البلدين، بالإضافة إلى منشآت الرادار والقواعد الجوية والبحرية.

أما باقي الأهداف، فتركز على البنية التحتية المدنية الحيوية، وتشمل شبكة معقدة من أنفاق الطرق والسكك الحديدية في اليابان، مثل نفق كانمون الاستراتيجي الذي يربط بين جزيرتي هونشو وكيوشو.

وتولي الخطط اهتمامًا خاصًا بقطاع الطاقة، إذ تستهدف 13 محطة للطاقة، من بينها مجمعات نووية في منطقة توكاي، إضافة إلى مصافي النفط.

وفي كوريا الجنوبية، تركز الخطط على استهداف الجسور والمنشآت الصناعية الرئيسية، بما في ذلك مصنع بوهانج للصلب ومجمعات المواد الكيميائية في مدينة بوسان.

خريطة روسية مسربة توضح المسار الذي سلكته قاذفة لاختبار الدفاعات الجوية لجيرانها الآسيويين مع علامات توضح المكان الذي اعترضته المقاتلات الكورية الجنوبية واليابانية
التخطيط العسكري

تكشف الوثائق عن تفاصيل مثيرة حول قدرات صاروخ كروز الروسي غير النووي "Kh-101"، حيث تضمنت عرضًا تفصيليًا لهجوم افتراضي على قاعدة رادار يابانية في جزيرة أوكوشيريتو.

ويظهر العرض التقديمي مستوى عاليًا من التخطيط الدقيق، حيث يتضمن صورًا فوتوغرافية للمباني داخل القاعدة اليابانية، مع قياسات دقيقة للمنشآت والمرافق المستهدفة.

كما تتضمن الوثائق تقديرات للقوة اللازمة لاختراق الدفاعات في بعض المواقع، خاصة المجمعات العسكرية المحصنة في كوريا الجنوبية.

السياق الجيوسياسي والتداعيات الحالية

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الوثائق المسربة تكتسب أهمية خاصة في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن، إذ تزايدت أهمية آسيا في استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى أن موسكو عززت تحالفها مع كوريا الشمالية، حيث جندت 12 ألف جندي من بيونج يانج للقتال في أوكرانيا، مقابل دعم اقتصادي وعسكري.

وتزداد أهمية هذه التطورات في ظل استمرار النزاع التاريخي بين روسيا واليابان حول جزر الكوريل، والذي حال دون توقيع معاهدة سلام رسمية بين البلدين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

تقييم الخبراء والفعالية العسكرية

يرى خبراء عسكريون أن الوثائق المسربة تكشف عن ثقة روسية مبالغ فيها بقدراتها العسكرية، فوفقًا للفاينانشال تايمز، يشير فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو، إلى أن صاروخ Kh-101 أظهر خلال الحرب في أوكرانيا أداءً أقل من المتوقع، خاصة في اختراق الدفاعات الجوية متعددة الطبقات، كما أن تصميم الصاروخ بمحرك خارجي يزيد من إمكانية رصده بالرادار، مما يقلل من فعاليته في المهام الدقيقة.

ويؤكد ويليام ألبيرك، المسؤول السابق في حلف الناتو والباحث حاليًا في مركز ستيمسون، أن هذه الوثائق، إلى جانب التطورات الأخيرة مع كوريا الشمالية، تثبت الترابط الوثيق بين المسرحين الحربيين الأوروبي والآسيوي.

ويضيف ميشيتو تسوروكا، الأستاذ في جامعة كيو اليابانية، أن اليابان تواجه تحديًا خاصًا في حال امتداد الصراع من أوروبا، نظرًا لمحدودية وقت الإنذار المبكر مقارنة بالصراعات المُحتملة مع الصين أو كوريا الشمالية.