هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشن حروب تجارية مع أقرب جارتين للولايات المتحدة (كندا والمكسيك)، والاستيلاء على جرينلاند، واستعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، وجعل كندا الولاية رقم 51.
وترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب، جزء من خطة توسعية، وأن ترامب يصيغ سياسة خارجية "أمريكا أولًا" تتسم بالعداء تجاه حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء، وتركز على أحلام التوسع الإقليمي.
وأضافت أن ترامب بتدريب غرائزه الإمبراطورية على بعض أقرب شركاء الولايات المتحدة، يقدم نسخة من نفس السياسة الخارجية العشوائية التي انتهجها خلال ولايته الأولى، عندما سعى إلى تعزيز المصالح الأمريكية بالقوة على الساحة العالمية مع القليل من الاهتمام بالحدود أو العلاقات الدولية الحساسة.
ونقلت "واشنطن بوست" عن فريق ترامب، أن تعليقاته الأخيرة هي جزء من استراتيجية أوسع، وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي، في بيانٍ: "يتدافع زعماء العالم إلى طاولة المفاوضات لأن الرئيس ترامب يفي بالفعل بوعده بجعل أمريكا قوية مرة أخرى".
وقال أحد مسؤولي فريق انتقال ترامب، إن المهمة الشاملة المتمثلة في مواجهة روسيا والصين هي الخيط المشترك الذي يربط بين تعليقات ترامب بشأن كندا والمكسيك وجرينلاند وبنما.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب سعى بنشاط إلى فكرة شراء جرينلاند منذ عام 2019 على الأقل، عندما دفع الرئيس آنذاك كبار مساعديه إلى النظر في عملية الاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم، وما إذا كان شراؤها سيكون قانونيًا، ومن أين قد تأتي الأموال لشراء الكتلة الأرضية الجليدية الشاسعة.
وجاءت الفكرة من صديق ترامب القديم رونالد لودر، وريث ثروة شركة إستي لودر لمستحضرات التجميل، والذي اقترح عليه الخطة في بداية ولايته الأولى.
وزار مايك بومبيو، وزير الخارجية في إدارة ترامب الأولى، الجزيرة في يونيو 2020 بعد وقت قصير من إعادة فتح قنصليتها الأولى في نوك بجرينلاند، لأول مرة منذ عام 1953. وسلط "بومبيو" الضوء على الوجود الأمريكي في القطب الشمالي، وانتقد الجهود الصينية والروسية الرامية إلى الحصول على موطئ قدم في الجزيرة الغنية بالموارد.
وفي سلسلة منفصلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع الماضي، صعَّد ترامب تهديداته باستعادة السيطرة على قناة بنما، متهمًا بنما بـ"تمزيق" الولايات المتحدة بأسعار الشحن المرتفعة والسماح للجنود الصينيين بتشغيل الممر المائي.
وقال جون فيلي، الذي شغل منصب سفير ترامب في بنما، إن هوس ترامب بقناة بنما يعود إلى فترة طويلة.
فيما أوضح دانييل إيمروار، أستاذ التاريخ بجامعة نورث وسترن ومؤلف كتاب "كيفية إخفاء إمبراطورية"، وهو تاريخ للإمبريالية الأمريكية، أن خطاب ترامب التوسعي يعود إلى وقت حيث كانت قوة الدولة تُعرف بالأرض التي تسيطر عليها، وليس الأشكال الأكثر انتشارًا من النفوذ (العسكري والاقتصادي والثقافي والدبلوماسي) التي سعى إليها رؤساء الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وحسب "واشنطن بوست"، تبدو رؤى ترامب التوسعية متناقضة مع الوعود المناهضة للتدخل التي قطعها خلال حملته الانتخابية، إذ زعم أن الولايات المتحدة يجب أن تحد من الإنفاق للدفاع عن أوكرانيا، وانتقد منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو".
ورغم أن العديد من حلفاء ترامب يتجاهلون تهديداته، باعتبارها جزءًا من كتابه التفاوضي المعتاد، فإن البعض في فلكه لديهم مخاوف حقيقية بشأن ما إذا كان سيتجاوز الخط الفاصل بين الخطاب القاسي والحرب الاقتصادية والتدخل العسكري.
وهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25٪ على الواردات المكسيكية لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة، وناقش بشكل خاص فكرة إطلاق الصواريخ على المكسيك لمحاولة القضاء على الكارتلات.
وبدلًا من استبعاد الفكرة، التي حذر المسؤولون المكسيكيون من أنها ستدمر كل التعاون الأمني بين البلدين، أشار العديد من المرشحين الرئاسيين الجمهوريين خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024 إلى دعم استخدام القوة العسكرية لوقف الاتجار بالفنتانيل.