الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التوسع في بنما وجرينلاند وكندا.. تهديدات ترامب تعيد صفقتي "لويزيانا وألاسكا" للأذهان

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب يهدد بالتوسع الأمريكي في كندا وبنما وجرينلاند

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتوسع أمريكا إقليميًا إلى كندا وبنما وجرينلاند، أعادت إلى الأذهان صفقة "شراء لويزيانا" من فرنسا، وانتزاع "ألاسكا" من روسيا.

في الأسبوع الماضي، سخر ترامب من المسؤولين الكنديين عندما اقترح أن الولايات المتحدة يمكن أن تستوعب جارتها الشمالية وتجعلها الولاية رقم 51.

وهدد ترامب بالسيطرة على قناة بنما، الممر المائي الذي صنعته الولايات المتحدة، ويقع تحت سيطرة نفس البلد الذي يحمل نفس الاسم في أمريكا الوسطى، منذ ربع قرن.

وأمس الأول الأحد، جدد ترامب رغبته التي أبداها خلال ولايته الأولى في الحصول على جرينلاند، وهي الأراضي الدنماركية التي كان يتطلع إليها منذ فترة طويلة.

وترى شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن ترامب يفكر في توسع إقليمي أمريكي من شأنه، إذا كان جادًا، أن ينافس صفقة شراء "لويزيانا" من فرنسا، أو الصفقة التي انتزعت "ألاسكا" من روسيا.

لويزيانا

كان شراء "إقليم لويزيانا" واحدة من أكبر صفقات الأراضي في التاريخ التي أبرمتها الولايات المتحدة مع فرنسا النابليونية في عام 1803. واشترت الولايات المتحدة 828 ألف ميل مربع (2,140,000 كم مربع) مقابل 15 مليون دولار، أو ما يقارب 18 دولارًا للميل المربع، فيما اعتبر أعظم إنجاز للرئيس الأمريكي آنذاك توماس جيفرسون.

أسهمت "صفقة لويزيانا" في توسيع سيادة الولايات المتحدة عبر نهر المسيسيبي، فضاعفت تقريبًا الحجم الاسمي للبلاد، وشملت الصفقة أراضي في 15 ولاية أمريكية حالية ومقاطعتين كنديتين، بما في ذلك أركنساس وميسوري وأيوا وأوكلاهوما وكنساس ونبراسكا بأكملهم، وأجزاء كبيرة من داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية؛ ومنطقة مونتانا ووايومينج وكولورادو شرق خط التقسيم القاري؛ وجزء مينيسوتا الواقع غرب نهر المسيسيبي؛ والجزء الشمالي الشرقي من نيو مكسيكو؛ والأجزاء الشمالية من ولاية تكساس؛ ونيو أورلينز والأجزاء الواقعة غرب نهر المسيسيبي من ولاية لويزيانا الحالية؛ وأجزاء صغيرة ضمن نطاق ألبرتا وساسكاتشوان.

وفي وقت إجراء الصفقة، بلغ تعداد سكان لويزيانا من غير الأصليين نحو 60,000 نسمة، نصفهم من "العبيد الأفارقة". وجرت تسوية الحدود الغربية في الصفقة لاحقًا بموجب معاهدة آدمز-أونيس مع إسبانيا عام 1819، في حين عُدلت الحدود الشمالية فيها بموجب معاهدة عام 1818 مع بريطانيا.

ألاسكا

واستحوذت الولايات المتحدة على أكبر ولايتها "ألاسكا" في عهد الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني في 18 أكتوبر عام 1867 خلال صفقة بلغت 7.2 مليون دولار.

ولا تجاور ألاسكا أي ولاية أمريكية ولا تشترك مع أي من أخواتها في مياه إقليمية، ولكنها تشترك مع كندا في حدود يبلغ طولها 2500 كيلومتر، كما أن لها حدودًا بحرية مع روسيا من جهة الغرب، إذ يفصلهما مضيق بيرينغ ولا تبعد عن الأراضي الروسية بأكثر من 82 كيلومترًا، بل إن جزيرتي ديوميد الصغرى والكبرى الروسيتين لا تفصلهما عن ولاية ألاسكا أكثر من 4 كيلومترات.

تزيد مساحة ألاسكا على 1.5 مليون كيلومتر مربع، بما يساوي خُمس بقية مساحة سائر الولايات المتحدة. ويسكن الولاية نحو 733 ألف نسمة في إحصاء عام 2023 لتكون الأولى في المساحة، والتاسعة والأربعين في ترتيب الولايات الأمريكية في إحصاءات عدد السكان.

قناة بنما

وتشير "سي إن إن" إلى أن ترامب عندما أطلق تهديده باستعادة "قناة بنما"، كان يفعل ذلك بهدف خفض الرسوم على السفن الأمريكية التي تستخدم الممر للسفر بين المحيطين الهادئ والأطلسي.

ونقلت الشبكة عن أحد مستشاري الرئيس المنتخب، أن الضغط على بنما لخفض الرسوم على السفن التي تستخدم الممر المائي قد يساعد أيضًا في تعويض الارتفاع المتوقع في تكاليف المنتجات نتيجة للتعريفات الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها على السلع الأجنبية.

تم بناء قناة بنما في مطلع القرن العشرين، وكانت الولايات المتحدة تديرها حتى عام 1999، عندما تم تسليمها بالكامل إلى بنما بموجب معاهدة وقعها الرئيس جيمي كارتر قبل عقدين، والتي ضمنت الاستخدام الأمريكي للقناة إلى الأبد.

وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال: "مرحبا بكم في قناة الولايات المتحدة"، مصحوبًا بصورة لعلم الولايات المتحدة يبحر على الممر المائي.

جرينلاند

ومساء الأحد، وصف ترامب ملكية جرينلاند بأنها "ضرورة مطلقة لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم".

وقوبل عرض ترامب لشراء جرينلاند من الدنمارك، والذي قدمه لأول مرة في ولايته الأولى، بالرفض. وقال رئيس وزراء الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، ميوت إيجيدي، في منشور على فيسبوك، أمس الاثنين: "جرينلاند ملك لنا" و"نحن لسنا للبيع ولن نكون للبيع أبدًا".

وكرر مكتب رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن - التي وصفت اقتراح ترامب خلال ولايته الأولى بشراء جرينلاند بأنه "سخيف" ما قاله إيجيدي.

وقالت الحكومة في بيان أمس الاثنين: "إنها تتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب. لكن فيما يتعلق بالتصريحات بشأن جرينلاند، ليس لدى مكتب رئيس الوزراء أي تعليق بخلاف الإشارة إلى ما صرح به رئيس وزراء جرينلاند بأن جرينلاند ليست للبيع، بل مفتوحة للتعاون".

ضم كندا

ويبدو اقتراح ترامب بضم كندا أقل جدية إلى حد كبير، وأكثر من ذلك أنه يمثل استفزازًا علنيًا لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعد تناولهما العشاء مؤخرًا في مار إيه لاجو. ومع ذلك، استمر الرئيس المنتخب في إثارة الفكرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كتب ترامب في منشور له مؤخرًا: "أعتقد أنها فكرة رائعة"، وتأتي هذه الحلقة في إطار استفزاز آخر من جانب ترامب، وهو فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، وهو ما يعكس نهجه في التفاوض مع الزعماء الأجانب.