حمّلت التقارير الأولية في حادث تحطم طائرة كوريا الجنوبية المأساوي، المسؤولية إلى وجود عطل بسبب الاصطدام بطائر أو مشكلة في عجلات الهبوط.
وتعرضت رحلة طيران "جيجو إير" رقم 2216، وهي طائرة بوينج 737-800 كانت في طريقها من بانكوك إلى مطار موان الدولي في كوريا الجنوبية، لحادث تحطم في أثناء هبوطها، أدى إلى مقتل 177 من 181 شخصًا (175 راكبًا و6 من طاقم الضيافة) كانوا على متنها، إذ اصطدمت بهيكل خرساني في المطار، وفق ما نقلته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
هل الطيور مذنبة؟
تعد ضربات الطيور خطرًا معروفًا في مجال الطيران، إذ يمكن أن تتسبب في أضرار ميكانيكية كبيرة، وفي الحادث المأساوي لطائرة كوريا الجنوبية، تركزت التكهنات حول اصطدام بطائر ما تسبب تعطيل آلية نشر معدات الهبوط.
وتشمل الاعتبارات الرئيسية التأثير المباشر، إذ يمكن أن تتسبب ضربة الطيور في حجرة معدات الهبوط في إتلاف الأنظمة الهيدروليكية أو الميكانيكية، كما يمكن أن يتسبب في أعطال ثانوية وأنظمة أخرى، مثل الإلكترونيات، وهو ما شتت انتباه الطاقم أثناء مرحلة الاقتراب الحرجة.
ومع ذلك، قال موقع "يورسيان تايمز" الإخباري، إن اصطدام الطيور بالطائرات أمر نادر الحدوث على ارتفاعات تزيد على 500 قدم، حيث تسحب الطائرات عجلات الهبوط أو تنشرها عادة.
ولإثبات إدانة طائر في حادث طائرة كوريا الجنوبية المأساوي، سوف يحتاج المحققون إلى تحليل بيانات الرحلة والأدلة المادية، للتأكد من حدوث اصطدام وما إذا كان ساهم في وقوع الحادث.
تحذير خبراء
وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، حذر خبراء الطيران من التوصل إلى استنتاجات مبدئية في وقت مبكر من التحقيق حول الحادث.
وقال الخبراء إن هناك حاجة لمزيد من المعلومات والأدلة قبل أن تتمكن السلطات الكورية الجنوبية من تحديد سبب تحطم الطائرة بشكل قاطع، بما في ذلك التكهنات من جانب المسؤولين المحليين حول احتمال اصطدام طائر.
وفي وقت سابق من اليوم، قال رجال الإنقاذ الكوريون الجنوبيون، إنهم سيبحثون عن الصندوق الأسود بعد أن يستعيدوا الضحايا المتبقين، وفقًا لإحاطة وزارة النقل.
وتوفر الصناديق السوداء- مسجلات بيانات الطيران- لمحققي سلامة الطيران حقائق مهمة عند تجميع أجزاء حول حوادث الطيران.
درس قاسٍ
ويعد تحطم طائرة كوريا الجنوبية، تذكيرًا قاتمًا بتعقيدات سلامة الطيران، ففي حين تخضع الأعطال الميكانيكية وقرارات الطيارين والعوامل الخارجية المحتملة للتدقيق، تظل الأولوية الشاملة كما هي الكشف عن الحقيقة لمنع المآسي المستقبلية.
وتقدم مأساة حادث تحطم طائرة كوريا الجنوبية، دروسًا بالغة الأهمية لمجتمع الطيران العالمي، ويشير الحادث إلى أهمية تدريب أطقم الطيران، إذ ينبغي أن تركز برامج التدريب المُعدلة على الوعي بالموقف واتخاذ القرارات الطارئة تحت الضغط.
وكذلك أشار إلى ضرورة عمليات تدقيق التكنولوجيا، إذ يتعين على شركات الطيران فحص واختبار جميع أنظمة التحذير على متن الطائرات بشكل منتظم لضمان الأداء الوظيفي.
ويأتي الاستعداد الجيوسياسي في المناطق ذات المخاطر الأمنية المتزايدة، ضمن أبرز الإجراءات الامنية، إذ يتعين على سلطات الطيران دمج التقييمات الجيوسياسية في بروتوكولات السلامة.