الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكثر تعقيدا من اصطدام بطائر أو عطل.. ما احتمالات أسباب سقوط طائرة كوريا الجنوبية؟

  • مشاركة :
post-title
تحطم طائرة في كوريا الجنوبية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

بينما تكهنت التقارير الأولية في حادث تحطم طائرة كوريا الجنوبية بوجود عطل في عجلات الهبوط واصطدام الطائرة بطائر، تشير المزيد من الأدلة إلى تسلسل أكثر تعقيدًا للأحداث.

وتعرضت رحلة طيران "جيجو إير" رقم 2216، وهي طائرة بوينج 737-800 كانت في طريقها من بانكوك إلى مطار موان الدولي في كوريا الجنوبية، لحادث تحطم مأساوي في أثناء هبوطها، أدى إلى مقتل 179 من 181 شخصًا (175 راكبًا و6 من طاقم الضيافة) كانوا على متنها، إذ اصطدمت بهيكل خرساني في المطار، وفق ما نقلته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

عطل نادر

وتناول موقع "يورسيان تايمز" الإخباري، العوامل الفنية المحيطة بالحادث، لافتًا إلى أن مشكلات عجلات الهبوط تعد حدثًا نادرًا في الطيران بسبب أنظمة الأمان المتعددة المدمجة في أنظمة الطائرات الحديثة.

ومن بين هذه الأنظمة تمديد الجاذبية، وهو تجاوز يدوي يسمح للطيارين بنشر العجلات حتى في حالة فشل الأنظمة الهيدروليكية أو الكهربائية، ويعد هذا الإجراء موثوقًا به للغاية، ما يجعل فشل معدات الهبوط أمرًا نادرًا للغاية دون حدوث أضرار هيكلية كارثية، بحسب الموقع.

وإذا كانت محاولة تمديد الجاذبية فشلت، فمن المرجح أن يركز المحققون على عوامل أخرى مثل اصطدام الطيور أو التخريب الذي قد يعيق آلية التروس فعليًا.

ضعف السلامة

عندما يكون نشر معدات الهبوط مستحيلًا، يتم تدريب الطيارين على تنفيذ عمليات الإنزال مع رفع معدات الهبوط، وهي إجراءات طارئة متعمدة ومخططة بعناية.

وهذه الطرق في الهبوط، على الرغم من كونها غير تقليدية، إلا أنها تعطي الأولوية لسلامة الركاب وأفراد الطاقم.

كما يتم اتخاد العديد من الإجراءات، مثل نشر رغوة على المدرج لتقليل الاحتكاك، وتقليل الشرر، ومنع الحرائق أثناء الهبوط، وكذلك، يتم نشر خدمات الطوارئ، إذ يتمركز رجال الإطفاء والمسعفون مسبقًا على طول المدرج، على استعداد للاستجابة على الفور.

ويعد أحد الجوانب الأكثر لفتًا للانتباه في الحادث هو توقيت الاستجابة للطوارئ. فخلافًا للهبوط المخطط له، حيث يتم تجهيز خدمات الطوارئ مسبقاً، كانت الاستجابة لهذا الحادث تفاعلية وليست استباقية.

وفي حادث طائرة كوريا الجنوبية، لم تكن مثل هذه الاستعدادات واضحة، إذ وصلت خدمات الطوارئ بعد الحادث.

فشل الاستجابة

تم تجهيز الطائرات الحديثة مثل بوينج 737-800 بأنظمة متقدمة مصممة لمنع الحوادث مثل الهبوط بعجلات مرتفعة، وتتضمن هذه الأنظمة التنبيهات البصرية والسمعية، إذ تعرض قمرة القيادة مؤشرات واضحة لموضع عجلات الهبوط. وكذلك يتم تشغيل تحذيرات عالية الصوت إذا ظلت العجلات منخفضة أثناء اقتراب الطائرة من الأرض.

وينبه نظام تحذير الاقتراب من الأرض الطاقم إذا كانت الطائرة تهبط بشكل خطير بالقرب من التضاريس دون تكوينها بشكل صحيح للهبوط.

ووفقًا لهذه المعطيات، فحقيقة أن طاقم الطائرة واصل نهج الاستعداد على الرغم من هذه الضمانات القوية، تشير إلى فشل محتمل في الاتصالات أو الوعي بالموقف أو تدخل سبب خارجي.

استبعاد انهيار المعدات

تُظهِر صور الطائرة المنكوبة قبل لحظات من وقوع الحادث، وهي تحلق بالقرب من الأرض مع سحب معدات الهبوط بالكامل. وهذا الدليل البصري يستبعد احتمال انهيار المعدات أثناء الهبوط، ويشير إلى عدم نشر المعدات أبدًا، وهو شذوذ كبير يجب على المحققين معالجته. ويثير هذا الإجراء تساؤلات عمّا إذا كان الطاقم غير قادر على نشرها، أم أنهم اختاروا عمدًا عدم تنفيذ ذلك.