في يوم غلب عليه الحزن بدلًا من أجواء عيد الميلاد، بعد حادث مأساوي أودى بحياة العشرات عندما تحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان.
وفيما أثار اعتذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تساؤلات حول الحادث، تتشابك خيوط التحقيق لتكشف عن روايات متضاربة وأسباب محتملة، وسط ضباب من التكهنات حول تورط الدفاعات الجوية الروسية، وفقًا لتقرير شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.
كيف وقع التحطم؟
كانت طائرة إمبراير 190 التابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية في رحلتها 8243 من العاصمة باكو إلى جروزني بشمال القوقاز الروسي، الأربعاء الماضي، ولأسباب غير واضحة، حُوّلت وجهتها نحو مطار أكتاو في غرب كازاخستان، وأثناء محاولتها الهبوط، تحطمت الطائرة على بُعد ميلين من المطار وانفجرت في كرة نارية، وفقًا لما أظهرته لقطات مصورة.
وذكرت شركة الطيران الأذربيجانية أن الطائرة كانت تقل 67 شخصًا بينهم 62 راكبًا وخمسة من أفراد الطاقم، أسفر الحادث عن وفاة 38 شخصًا ونجاة 29 آخرين، فيما تمكن المحققون من العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، ما قد يساعد في كشف المزيد من الحقائق.
سبب تغيير المسار؟
وتضاربت الروايات حول سبب تحويل مسار الطائرة، إذ ذكرت هيئة الطيران المدني الروسية أن اصطدامًا بطائر كان السبب، بينما أشار مسؤولون روس وأذربيجانيون إلى أن سوء الأحوال الجوية أو الضباب الكثيف قد لعب دورًا.
وفي تطور آخر، قال دميتري يادروف، رئيس وكالة "روزافياتسيا"، إن طائرات مسيّرة أوكرانية كانت تستهدف مدينة جروزني، ما دفع السلطات لإغلاق المنطقة أمام الطيران.
وأضاف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن الطائرة غيّرت مسارها بسبب تدهور الأحوال الجوية، لكنها اصطدمت بمصيرها المأساوي أثناء محاولة الهبوط في أكتاو.
تحقيقات وتكهنات
فتحت كازاخستان وأذربيجان وروسيا تحقيقات منفصلة في أسباب التحطم، بينما حثّ الكرملين على تجنب استنتاجات متسرعة، بعدما أصدرت الخطوط الجوية الأذربيجانية بيانًا يشير إلى "تداخل مادي وفني خارجي" تعرضت له الطائرة.
وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" أن مسؤولًا أمريكيًا تحدث عن مؤشرات مبكرة على احتمال إسقاط الطائرة بواسطة نظام روسي مضاد للطائرات، وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إلى معلومات استخباراتية تؤكد هذا الاحتمال، لكنه أكد احترام الولايات المتحدة لتحقيقات كازاخستان وأذربيجان.
من جانبهم، رفض خبراء الطيران نظرية اصطدام الطيور، مشيرين إلى الأضرار التي لحقت بذيل الطائرة كدليل على تعرضها لهجوم صاروخي، كما أكد الخبير الروسي يان ماتفييف، أن الضرر يشير إلى شظايا صواريخ دفاع جوي.
الكرملين يعتذر
اعتذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأذربيجاني عما وصفه بـ"الحادث المأساوي"، دون الإقرار بمسؤولية أنظمة الدفاع الروسية، وأكد الكرملين أن الدفاعات الجوية الروسية أطلقت النار قرب جروزني بسبب غارة أوكرانية، لكنه لم يربط ذلك بتحطم الطائرة.
وقدمت شهادات الناجين لمحة عن اللحظات الأخيرة للطائرة، إذ قال الناجون إنهم سمعوا أصوات انفجارات أثناء التحليق فوق جروزني، وأشاروا إلى أن أقنعة الأكسجين انطلقت تلقائيًا، وذكر أحد أفراد الطاقم أنه أصيب بجروح عميقة نتيجة ما وصفه بانفجار خارجي.
وقالت جيروفا صالحات، وهي إحدى ناجيتين، سمعتا انفجارات متعددة قبل أن تهوي الطائرة إلى الأرض: "شيء ما انفجر بالقرب من ساقي"، فيما أكدت الأخرى، فافا شابانوفا، وقوع انفجارين في السماء قبل التحطم.
وتظل التحقيقات جارية وتتصاعد التكهنات حول سبب سقوط الطائرة، ويبقى الحادث تذكيرًا مؤلمًا بالمخاطر التي تحيط بالسفر الجوي في مناطق الصراع.