في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر 2000، اقتحم أرييل شارون، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، باحات المسجد الأقصى، متجاهلًا التحذيرات الفلسطينية والإدانات الدولية، ما أشعل نار الغضب في صدور الفلسطينيين، لتندلع مواجهة بين المصلين وقوات الاحتلال، تحولت بعد ذلك إلى انتفاضة شعبية عمّت القدس والضفة الغربية المحتلة بأكملها، عرفت باسم "انتفاضة الأقصى".
انتفاضة الأقصى
بعد أكثر من عقدين، يبدو أن الحكومة الأكثر يمينية التى يقودها بنيامين نتنياهو، لم تتعظ من خطوة "شارون" الذي كان معروفاً بتطرفه، وكررت ذلك الحدث وسط مخاوف تصعيد فور توليها، وذلك بعد اقتحم إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المسجد الأقصى، ليتبع ذلك إدانة عربية ودولية، في خطوة من شأنها تكرار سيناريو الانتفاضة الثانية الذي تسبب فيها شارون، وهو ما تخشاه المعارضة الإسرائيلية التي تترقب "بقلق" مسار الحكومة الجديدة، حسبما ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي.
قال يائير لابيد، زعيم المعارضة، ورئيس وزراء إسرائيل السابق: "بن جفير يقود إسرائيل إلى انتفاضة ثالثة"، مشيرًا إلى أن سياسته ستتسبب في قلب موازين الساحة السياسية والدولية، وستزيد من حدة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، في ظل تنامي استياء الإدارة الأمريكية من الائتلاف الحكومي المتطرف الذي سيطر على الكنيست، في وقت تتكاتف فيه الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع في القدس والضفة الغربية المحتلة.
ترقب وقلق
وكان مسؤولون أمريكيون، صرحوا بأن جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لديه خطة للتعامل مع التيار اليميني المناهض للفلسطينيين في حكومة نتنياهو، حيث ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها، أن الإدارة الأمريكية ستحمل نتنياهو مسؤولية أفعال حكومته "الأكثر تطرفًا"، خصوصًا إذا مارست سياسات تُعرض الدولة الفلسطينية المستقبلية المفترضة للخطر، ووضعت لها خطوطًا حمراء لعرقلة مساعيها الرامية إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتغيير الوضع الراهن في الأقصى.
وتوعدت الفصائل الفلسطينية حال إصرار "بن جفير" على تدنيس المقدسات، بتصعيد الاشتباك مع الاحتلال، الذي يستعد لتهويد المسجد الأقصى، والتوسع الاستيطاني، كما دعت إلى النفير العام، حسبما ذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية.