الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محاولة أخيرة قبل الرحيل.. تفاؤل في إدارة بايدن بشأن اتفاق هدنة غزة

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تفاؤلها بشأن إمكانية التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، رغم تعثر مفاوضات خلال الفترة الماضية. 

وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن البيت الأبيض يصرُّ على أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال في متناول اليد في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس جو بايدن، في حين يتبادل الطرفان إلقاء اللوم على بعضهما البعض في الوصول إلى طريق مسدود في المحادثات.

ونقلت المجلة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، للصحفيين أمس الجمعة، أن الوسطاء يواصلون الضغط على إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، وأن الإدارة الأمريكية تعمل "بقدر ما تستطيع لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل مغادرتها السلطة".

لكن المحادثات أصبحت تتعثر في التفاصيل الدقيقة، إذ أصبحت القضايا المتبقية موضوع مناقشات "أكثر تفصيلا"، على حد قوله.

وزعم "كيربي" أن حماس هي المسؤولة عن تأخير التقدم نحو التوصل إلى اتفاق، قائلًا: "حماس تضع العراقيل أو ترفض التحرك بشأن أي من هذه التفاصيل، وهذا هو السبب الذي جعلنا لا نصل إلى نتيجة حتى الآن.. ولكننا نعتقد -كما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان- أننا قريبون للغاية، ولن نستسلم".

ولم يحدد "كيربي" القضايا التي تسببت في الخلافات، لكن موقع "أكسيوس" الأمريكي ووسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الخلاف حول قائمة المحتجزين الأحياء المحتجزين لدي حماس، الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد مسؤولون من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، بأنه لا يزال 100 محتجز لدى حماس في غزة، من بينهم سبعة أمريكيين، وأشاروا إلى أن نصف المحتجزين تقريبًا لا يزالون على قيد الحياة.

وأوضح "أكسيوس" أن المفاوضين الإسرائيليين عادوا من الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد ثمانية أيام من المحادثات بوساطة مصر وقطر، لم تؤدِ إلى تحقيق تقدم.

كما أوضح الموقع الأمريكي أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، اللذين زارا الدوحة أيضًا لعدة أيام الأسبوع الماضي، عادا إلى واشنطن وهما متشككان بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل العشرين من يناير.

وتبادلت إسرائيل وحماس، الأربعاء الماضي، الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية عدم إحراز تقدم، وقالت الحركة الفلسطينية إن إسرائيل قدمت مطالب جديدة غير مقبولة رغم أنها تفاوضت بجدية.

وزعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس تكذب، وأنها في الحقيقة "تنتهك التفاهمات التي تم التوصل إليها بالفعل".

ويرفض نتنياهو إنهاء الحرب على غزة، وسحب قوات الاحتلال من القطاع، بذريعة القضاء على حماس، كما أكد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، الأربعاء الماضي، أن جيش الاحتلال سيحتفظ بالسيطرة الأمنية الدائمة على غزة، حتى بعد انتهاء الحرب.

وكانت الآمال مرتفعة في أن تقرب المحادثات غير المباشرة الأخيرة في الدوحة، الجانبين من تحقيق اختراق دبلوماسي من شأنه أن ينهي العدوان المستمر منذ أكثر من عام على غزة، والذي أسفر عن استشهاد الآلاف من المدنيين وتدمير القطاع.

ورغم تحقيق بعض التقدم في الدوحة الأسبوع الماضي، لا تزال القضايا الأساسية دون حل، مثل ما إذا كان أي اتفاق سوف يتضمن إنهاء الحرب وانسحاب جيش الإحتلال من غزة.

وصرح مسؤول إسرائيلي بأن المفاوضات لم تنهر، لكنها وصلت إلى طريق مسدود، إذ يرغب الطرفان في كسر الجمود لكنهما غير مستعدين لتقديم تنازلات كبيرة.

وقال نتنياهو، بحسب أحد الأشخاص الذين حضروا أحد تلك الاجتماعات، إن محمد السنوار يرفض تقديم أسماء المحتجزين الذين لا يزالون على قيد الحياة ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، والتي ستشمل النساء والرجال فوق سن الخمسين، وغيرهم ممن يعانون من حالة طبية سيئة.

وأوضح نتنياهو، بحسب المصدر: "لست مستعدًا للدخول في صفقة دون أن أعرف ما هي وما الذي سأحصل عليه".

وذكر مسؤول في حماس، أن الحركة مستعدة لتقديم قائمة بأسماء المحتجزين لكنها تواجه صعوبة في الاتصال بكل الفصائل المختلفة في غزة التي تحتجزهم. وأكد المسؤول في حماس أن الأمر سيصبح أسهل بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ونفى وجود أي فجوات بين الجناحين العسكري والسياسي لحركة حماس.

وحسب "بوليتيكو"، تشكل المواجهة الحالية انتكاسة للبيت الأبيض، الذي أرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكن وسوليفان إلى المنطقة، في وقت سابق من ديسمبر الجاري.

وفي الآونة الأخيرة، زار المنطقة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومسؤول البيت الأبيض البارز في الشرق الأوسط بريت ماكجورك. وكانت هذه الزيارات جزءًا من دفعة كبيرة من جانب إدارة بايدن لتنشيط المحادثات والاستفادة من الزخم الدبلوماسي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر، بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

لكن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين شاركوا في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قالوا لـ"أكسيوس"، إنهم قلقون من تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.