الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحقيق لـ"نيويورك تايمز" يكشف جرائم الاحتلال في حق المدنيين بغزة

  • مشاركة :
post-title
العدوان على غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

شنت إسرائيل أعنف الحروب الجوية في هذا القرن، بعد حربها العدوانية على قطاع غزة، منذ أكثر ما يزيد عن عام، وهو ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق لها راجعت فيه عشرات السجلات العسكرية وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، بما في ذلك أكثر من 25 شخصًا ساعدوا في فحص الأهداف أو الموافقة عليها أو ضربها، وتوفر رواياتهم مجتمعة فهمًا لا مثيل له لكيفية شن إسرائيل لواحدة من أعنف الحروب.

اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين في غزة، إلى جانب فشلها في تقييم الأذى الذي يلحق بالمدنيين في قطاع غزة بعد القصف أو معاقبة الضباط على المخالفات، وتجاهل تحذيرات إسرائيلية وأمريكية بشأن هذه الإخفاقات.

وأضعفت إسرائيل بشدة نظام الضمانات الذي كان يهدف إلى حماية المدنيين، واعتمدت أساليب معيبة للعثور على الأهداف وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين، وفشلت بشكل روتيني في إجراء مراجعات ما بعد الضربات للأذى الذي يلحق بالمدنيين أو معاقبة الضباط على ارتكابهم مخالفات، وتجاهلت التحذيرات من داخل صفوفها ومن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن هذه الإخفاقات.

غيرت قيادة الاحتلال قواعد الاشتباك متذرعة بالعديد من الأسباب الواهية التي تم الترويج لها أهمها أن إسرائيل تواجه تهديدًا وجوديًا، وفقًا لضابط عسكري كبير أجاب على أسئلة حول الأمر بشرط عدم الكشف عن هويته، وسعت إسرائيل بشكل كبير مجموعة الأهداف العسكرية التي سعت إلى ضربها في غارات جوية استباقية، في حين زادت في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين قد يعرضهم الضباط للخطر في كل هجوم.

وأطلقت إسرائيل ما يقرب من 30 ألف ذخيرة على غزة في الأسابيع السبعة الأولى من الحرب، وهو ما يزيد على عددهم في الأشهر الثمانية التالية مجتمعة، وأزالت القيادة العسكرية حدًا أقصى لعدد المدنيين التراكمي الذين قد تعرضهم غاراتها للخطر كل يوم.

وفي مناسبات قليلة، وافق كبار القادة في جيش الاحتلال على شن غارات على قادة حماس كانوا يعلمون أن كل منها من شأنه أن يعرض أكثر من 100 شخص غير مقاتل للخطر، وهو ما يتجاوز عتبة غير عادية بالنسبة للجيش الغربي المعاصر.

وضرب جيش الاحتلال بوتيرة جعلت من الصعب تأكيد أنه يضرب أهدافًا مشروعة، فقد أحرق جزءًا كبيرًا من قاعدة البيانات التي كانت موجودة قبل الحرب والتي كانت تحتوي على أهداف تم فحصها في غضون أيام، واعتمد نظامًا غير مثبت للعثور على أهداف جديدة يستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وكثيرًا ما اعتمد جيش الاحتلال على نموذج إحصائي بدائي لتقييم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وفي بعض الأحيان شن ضربات على أهداف بعد عدة ساعات من وقوعها.