تواصلت اليوم الاثنين، التدريبات العسكرية واسعة النطاق، التي بدأها الجيش الصيني، أمس الأحد، حول تايوان، في وقت تستعد الولايات المتحدة واليابان لمواجهة الغزو الذي من المحتمل أن تنفذه بكين للجزيرة. وذكرت "رويترز" أن الجيش الصيني أجرى تدريبات عسكرية، برية وبحرية وجوية، حول تايوان، مشيرة إلى أن تلك التدريبات هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر.
الصين كثفت التدريبات العسكرية حول تايوان
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 57 طائرة وأربع سفن تابعة للجيش الصيني، شوهدت في جميع أنحاء الجزيرة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وذكرت الوزارة أنها أرسلت دوريات جوية وبحرية لمراقبة الوضع، كما نشرت أنظمة صواريخ أرضية.
من جهتها؛ قالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني، إن قواتها نظمت دوريات استعداد قتالي مشتركة، وتدريبات قتالية فعلية في البحر والمجال الجوي حول تايوان. وأضافت في بيان مقتضب، أن الهدف من التدريبات هو اختبار القدرات القتالية المشتركة، والتصدي بحزم للأعمال الاستفزازية للقوى الخارجية والقوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان.
وكانت الصين قد أجرت تدريبات مماثلة حول تايوان، أواخر الشهر الماضي، وقالت الجزيرة وقتها إن 43 طائرة صينية عبرت خط المنتصف لمضيق تايوان، الذي يمثل عازلًا غير رسمي بين الجانبين.
ونفذت الصين عمليات توغل بشكل منتظم في المياه والمجال الجوي، بالقرب من تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية. وتعتبر الصين تايـوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، جزءًا من أراضيها، ولم تعلن بكين مطلقًا تخليها عن استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها.
تايوان تستعرض قدراتها الدفاعية في مناورات سنوية واسعة
ومن المقرر أن تبدأ تايوان، بعد غد الأربعاء، تدريبات عسكرية تجريها سنويا لمدة يومين، في استعراض لقدراتها الدفاعية.
ومع تكرار التدريبات العسكرية التي يجريها الجانبان، تفيد التقارير الغربية بأن المواجهة العسكرية بين الصين وتايوان، قادمة لا محالة.
واشنطن وطوكيو تستعدان لغزو صيني محتمل لتايوان
وكشفت صحيفة" الفاينانشيال تايمز" البريطانية، عن سيناريو التعامل مع الغزو الصيني المحتمل لتايوان. وقالت الصحيفة إن اليابان والفلبين تكثفان حجم تعاونهما الدفاعي مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد.
ونقلت الصحيفة عن "جيمس بيرمان" القائد العام لقوة مشاة البحرية الثالثة، وقوات المارينز في اليابان، أن واشنطن وطوكيو تستعدان لغزو صيني محتمل لتايوان. وقال "بيرمان" إن حجم العمليات التي سيتعين على الصينيين إجراؤها لغزو تايـوان، سيعطي إشارات وتحذيرات تسمح لنا بالتمركز والاستعداد لأقصى درجة.
وأشار إلى أن القوات الأمريكية واليابانية، تعملان بسرعة على دمج هيكليتهما القيادية، وتوسيع نطاق عملياتهما المشتركة، في إطار استعدادات واشنطن وحلفائها الآسيويين للدخول في صراع محتمل ضد الصين، مثل الحرب على تايـوان.
وأضاف أن الجيشين الأمريكي والياباني كثفا بدرجة هائلة، خلال العام الماضي، عملياتهما في الأراضي التي سيتعين عليهما الدفاع عنها في حالة نشوب حرب. وأشار "بيرمان" إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في آسيا قاموا بمحاكاة الأعمال الأساسية التي مكنت الدول الغربية من دعم المقاومة الأوكرانية لروسيا، وذلك استعدادًا لسيناريوهات محتملة مثل الغزو الصيني لتايـوان. وقال الجنرال الأمريكي: "نحن نعد المسرح في اليابان والفلبين وفي مواقع أخرى".
محاكاة للصراع المحتمل حول تايوان
وقد أجرى مركز "الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، محاكاة للصراع المحتمل حول تايوان، الذي يشغل بال القادة العسكريين والسياسيين في آسيا وواشنطن، حسبما ذكرت شبكة " سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وأظهرت المحاكاة أن الغزو الصيني لتايوان في 2026، لن يكون مجرد مواجهة محدودة بين الجيشين الصيني والتايواني فحسب، بل سيكون صراعًا واسع النطاق بين بكين من جهة، في مقابل الجزيرة والولايات المتحدة واليابان، وقد يودي بحياة الآلاف من جميع الأطراف المقاتلة.
وقد تؤدى الحرب على تايوان إلى ترك الجيش الأمريكي المنتصر في حالة شلل مثل القوات الصينية التي هزمها. وفي نهاية الصراع، ستقع حاملتا طائرات أمريكيتان على الأقل في قاع المحيط الهادئ، وستكون البحرية الصينية الحديثة، وهي الأكبر في العالم، في حالة من الفوضى.
وتوقعت المحاكاة مقتل نحو 3200 جندي أمريكي في 3 أسابيع من القتال، وهو ما يقرب من نصف عدد الجنود التي فقدتها الولايات المتحدة في الحرب بالعراق وأفغانستان. والصين أيضا ستعاني بشدة، حيث سيقع عشرات الآلاف من جنودها في الأسر، وستفقد 10 آلاف جندي و155 طائرة مقاتلة و138 سفينة كبيرة.