قضت محكمة إيطالية بتبرئة نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو سالفيني، من تهم الاختطاف، بسبب قراره في عام 2019 بمنع سفينة إنقاذ مهاجرين تحمل أكثر من 140 شخصًا من الوصول إلى الشاطئ في إيطاليا.
ومنع سالفيني، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية الإيطالي في ذلك الوقت، إنزال 147 شخصًا، بينهم أطفال، أنقذتهم منظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية، ما أدى إلى بقاء السفينة عالقة في البحر لمدة 19 يومًا؛ كما أشارت صحيفة "بوليتيكو".
وقضت المحكمة، أمس الجمعة، بـ"عدم وجود قضية تستحق الرد"؛ بينما أعرب سالفيني عن سعادته بعد تبرئته قائلًا: "بعد ثلاث سنوات فاز حزب الرابطة (اليمين المتطرف) وفازت إيطاليا. الدفاع عن الوطن ليس جريمة بل حق. سأستمر في العمل بعزيمة أكبر من ذي قبل".
كان الادعاء العام طالب في سبتمبر الماضي، بسجن سالفيني لمدة ست سنوات، إضافة إلى تعويضه بما يزيد على مليون يورو عن الأضرار التي لحقت به إذا أدانته المحكمة.
ودافع سالفيني عن نفسه مرارًا وتكرارًا طوال المحاكمة، قائلًا إنه "ببساطة حمى حدود البلاد"، من خلال منع المهاجرين من الهبوط على الأراضي الإيطالية، وأنه كان يفعل "ما طلب منه الإيطاليون أن يفعله: الدفاع عن الأمة".
حماية إيطاليا
على مدى الأشهر القليلة الماضية، أظهرت رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني وأعضاء آخرون في الحكومة دعمهم المستمر لسالفيني.
وكتبت "ميلوني" في 14 سبتمبر الماضي، وهو اليوم الذي طلب فيه المدعي العام سجن سالفيني ست سنوات: "من المذهل أن يواجه وزير للجمهورية الإيطالية خطر السجن لمدة ست سنوات لقيامه بوظيفته في الدفاع عن حدود الأمة، كما هو مطلوب بموجب التفويض الذي تلقاه من المواطنين".
وفي أعقاب تعليقات ميلوني، انتقدتها زعيمة المعارضة إيلي شلاين لتعليقها على محاكمة جارية.
وقالت شلاين: "وجدت تدخل رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني غير مناسب على الإطلاق. نعتقد أن السلطتين التنفيذية والقضائية منفصلتان ومستقلتان. وبالتالي، فإن الاحترام المؤسسي يتطلب عدم التعليق على المحاكمات العلنية".
وفي حديثها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي الأربعاء الماضي، جددت ميلوني دعمها للوزير. وقالت: "يحظى سالفيني بتضامن الحكومة بأكملها".
لذلك، في البرلمان الإيطالي، حيث كان المشرعون يعملون على الميزانية، استقبلت مقاعد يمين الوسط خبر تبرئة سالفيني بالتصفيق والهتافات باسمه.
وكتبت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مساء أمس الجمعة: "إن تبرئة ماثيو سالفيني خبر عظيم. فلنواصل معًا، بإصرار وعزيمة، مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والدفاع عن السيادة الوطنية".
وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني: "هناك قاض في باليرمو (كناية عن العدل)، وأضاف: "عناق لماثيو سالفيني".