تثير الاختبارات والتتبع المحدود لإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة الأمريكية، المخاوف بشأن ما قد يخلفه من تفشي حالي أو مستقبلي للوباء، وسط انتقادات لاختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لمسؤولي الرعاية الصحية.
وعلى الرغم من أن إنفلونزا الطيور كان بطيئًا في الانتقال بسهولة بين البشر، حذّر بعض مسؤولي الصحة العامة من تخوفات بشأن الاستجابة الفيدرالية لتفشي الوباء، التي قد تصبح أكثر ضعفًا في إدارة ترامب الثانية.
اختيارات مثيرة للجدل
وتزايدت هذه المخاوف مع تعيين ترامب لمجموعة من الأشخاص المثيرين للجدل، بما في ذلك جاي باتاتشاريا، المرشح لمنصب مدير المعاهد الوطنية للصحة، والنائب السابق ديف ويلدون، المتشكك في اللقاحات، الذي من المقرر أن يتولى رئاسة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ودعا مرشح ترامب لمنصب وزير الصحة روبرت كينيدي الابن، إلى وقف أبحاث الأمراض المعدية التي قد تترك الولايات المتحدة غير مستعدة لمجموعة من التهديدات الوبائية، وفقًا لموقع "إكسيوس" الأمريكي.
وقال بيتر هوتيز، الباحث في اللقاحات بكلية بايلور للطب: "يعكس هذا الافتقار إلى الوعي بالموقف التهديدات الكبيرة التي تلوح في الأفق".
وأطلق سكوت جوتليب، المفوض في إدارة الغذاء والدواء في إدارة ترامب الأولى، ناقوس الخطر بشأن عودة ظهور الأمراض التي هُزمت منذ فترة طويلة إذا استمرت معدلات التطعيم الإجمالية في الانخفاض.
وقال جوتليب على قناة "سي إن بي سي،" الأسبوع الماضي: "ما يقلقني هو أننا وصلنا إلى نقطة تحول حيث سنبدأ في رؤية أوبئة الأمراض التي هُزمت منذ فترة طويلة".
وأكد الخبراء أنه لا يزال يتعين اتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان ينبغي زيادة مخزونات اللقاحات المطورة لسلالات الإنفلونزا السابقة أو تطوير خيارات إضافية، وفقًا للموقع الأمريكي.
وفي المقابل، قال بريان هيوز، المتحدث باسم الفريق الانتقالي لترامب، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "سيفي الرئيس الأمريكي بوعده بشأن بتنفيذ المبادئ التي تسمح بمزيد من الاختيارات في السوق، كأدوات لرعاية صحية أفضل وأكثر تكلفة".
وأضاف هيوز: "ترامب سيخفض الإنفاق الباهظ في نظام الرعاية الصحية الذي يشل ميزانية أمتنا، ويعيده إلى المعيار الذهبي، ويضمن حصول الأمريكيين على رعاية صحية أفضل".
خريطة الإصابات بالولايات
وأبلغ عن أكثر من 60 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، هذا العام، وأكثر من نصف هذه الحالات حدثت في كاليفورنيا، ولم يتمكن مسؤولو الصحة بعد من تحديد كيفية إصابة الأفراد.
وأعدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، خريطة تظهر الولايات التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة البشرية بإنفلونزا الطيور، بعد تأكيد أول حالة إصابة بشرية في لويزيانا.
وسجلت كاليفورنيا، التي أعلنت حالة الطوارئ استجابة للتفشي الحالي، أكبر عدد من الحالات (34)، تليها واشنطن (11) ثم كولورادو (10).
ولم تكن الحالات السابقة في الولايات المتحدة مزمنة، وحدثت الغالبية العظمى منها بين عمال المزارع، الذين تعرضوا بشكل مباشر للدواجن المريضة أو الأبقار الحلوب.
وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، أول حالة إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في البلاد، وتعرض المريض لطيور مريضة وميتة.
وواجه ترامب خلال الفترة الأولى لولايته، انتقادات واسعة لتقليله من خطر الفيروس في المراحل الأولى ومن أهمية تسجيل الولايات المتحدة أعلى عدد في العالم للوفيات المتعلقة بمرض كوفيد-19، وفقًا لشبكة "بي بي سي".
وقارن ترامب معدلات الوفاة في دول أخرى مع معدلات الوفاة بالولايات المتحدة، زاعمًا بأن الأخيرة أقل بكثير.
وأشار ترامب آنذاك، إلى العدد المتزايد من حالات الإصابة الجديدة في أوروبا، قائلًا: "بصراحة، أرقامهم بلغت مستوى أسوأ بكثير من الأرقام التي لدينا".