في محاولة جديدة لمخاطبة ود الشعب الأمريكي لمنع تعالي الانتقادات بشأن احتلال الأراضي السورية، أكد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوالدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المفقود في سوريا، أن جيش الاحتلال لا ينفذ غارات جوية في المناطق التي قد يكون محتجزًا فيها.
وخلال الأسبوعين الماضيين، ومنذ سقوط نظام الرئيس الأسد، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الهجمات في أنحاء سوريا لتدمير أنظمة أسلحة متطورة ومستودعات ذخيرة تابعة للجيش السوري.
وكتب نتنياهو في رسالة بتاريخ 17 ديسمبر، نشرها موقع "والا" العبري: "كونوا مطمئنين إلى أن إسرائيل ووكالاتها الاستخباراتية تنسق بشكل كامل مع السلطات الأمريكية المعنية في هذا الشأن (يقصد البحث عن تايس) وأن الجيش الإسرائيلي ليس نشطًا في المنطقة التي قد يكون فيها أوستن".
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي كبير أن هناك تعاونًا وتنسيقًا مستمرًا بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بقضية الطيار، خاصة في الأسابيع الأخيرة.
البحث عن تايس
كانت الحكومة الأمريكية والمنظمات غير الحكومية، بعد سقوط نظام الأسد، جددت -بإلحاح أكبر من أي وقت مضى- جهود البحث عن بايلوت، الذي اختفى في سوريا قبل 12 عامًا، بعد أن جدّد حماسها إطلاق سراح آلاف المعتقلين والسجناء، من بينهم مواطن أمريكي واحد على الأقل كان محتجزًا في أحد السجون السورية.
وقالت إدارة بايدن المنتهية ولايتها إنها تعمل على افتراض أن الطيار كان على قيد الحياة، وأنه كان محتجزًا لدى نظام الرئيس السوري السابق في أحد مراكز الاعتقال التي كانت منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وتأمل إدارة بايدن وعائلة الطيار والمنظمات غير الحكومية التي تساعد في البحث عنه أن يؤدي فتح السجون والوثائق العديدة الموجودة في أرشيفات أجهزة الأمن السورية إلى الوصول لحقيقة الصحفي المختفي وتسليط الضوء على مكان وجوده.
وأول أمس الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه تم التواصل مع "هيئة تحرير الشام" في سوريا للتباحث بشأن العثور على "تايس"، ومسار انتقال السلطة في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، عن الاتصال بالجماعة، التي لاتزال على لائحة الإرهاب الأمريكية، إنه "لا توجد منظمة حكومية أمريكية على الأرض في سوريا حاليا للبحث عن أوستن تايس، لكن لا نستبعد ذلك".
كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن أعلن، السبت الماضي، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع "هيئة تحرير الشام" والجماعات الأخرى من أجل إعادة الصحفي الأمريكي الذي فقد في سوريا.
وقال مسؤول أمريكي حالي وثلاثة سابقون، إضافة إلى مصدر مطلع لـ"رويترز"، إنه تم احتجاز الصحفي أثناء رحلة عمل إلى سوريا في أغسطس 2012؛ وأضافوا أنه نجح في الهرب من زنزانته عام 2013، لكن أعيد اعتقاله في وقت لاحق.