يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي البقاء طويلا في الأراضي السورية التي توغل فيها بعد سقوط نظام بشار الأسد، صباح الأحد الماضي، وذلك بذريعة تأمين الحدود، بعد تدمير القدرات العسكرية لدمشق في يومين من القصف.
وذكرت شبكة" إن بي سي نيوز" الأمريكية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمر قوات الاحتلال بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء على جبل الشيخ، داخل المنطقة العازلة القائمة منذ عقود مع سوريا، ولكن قوات الاحتلال سيطرت عليها في أعقاب انهيار نظام الأسد.
يعتبر جبل الشيخ هو أعلى نقطة في سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويمتد على الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل، ويشرف على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ما يمنح من يسيطر عليه ميزة استراتيجية في مراقبة وتوجيه العمليات العسكرية.
وقال كاتس في بيان: "بسبب ما يحدث في سوريا، هناك أهمية أمنية هائلة لاحتفاظنا بجبل الشيخ ويجب بذل كل ما في وسعنا لضمان استعدادات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، للسماح للقوات بالبقاء هناك في الظروف الجوية الصعبة".
وجاءت هذه التوجيهات في ختام تقييم أمني عقد أمس برئاسة كاتس، بمشاركة رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وقادة عسكريين آخرين.
وسبق أن قالت دولة الاحتلال، إن انتشارها في المنطقة العازلة مؤقتا، لكن المخاوف تزايدت بشأن ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس لخميس، بأنه "انتهاكات واسعة النطاق لسيادة سوريا وسلامة أراضيها"، وحث قوات الاحتلال على الانسحاب من المنطقة العازلة.
وأعرب جوتيريش عن قلقه بشكل خاص إزاء مئات الضربات الإسرائيلية على مواقع في جميع أنحاء سوريا في الأيام الأخيرة بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وأدانت الأمم المتحدة التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، مشددة على أنه انتهاك للاتفاق الأممي الذي وقع قبل 50 عامًا. وقال ستيفان دوجاريك إنّ قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباك (يوندوف) "أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحًا أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في 3 أماكن.
ونشر كاتس، اليوم الجمعة، صورة على منصة "إكس" قال إنها تظهره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يطل على قمة جبل الشيخ السورية باستخدام منظار، قائلا إن الموقع "عاد إلى السيطرة الإسرائيلية بعد 51 عامًا".
وتزامنًا مع التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، شن جيش الاحتلال على مدار يومين في أعقاب انهيار نظام الأسد، أكثر من 500 هجوم على الأصول العسكرية السورية، غيرت بشكل دائم وجذري التهديد الذي يمكن أن يشكله أي نظام سوري مستقبلي على دولة الاحتلال.
وكشف جيش الاحتلال عن مجموعة من الإحصائيات المذهلة، مشيرا إلى أنها دمر أكثر من 90% من الصواريخ المضادة للطائرات المتقدمة لدى سوريا، وخاصة أنظمةSA22وSA17.
وفي المجمل، تم تدمير حوالي 85% من الدفاعات الجوية السورية، بما في ذلك الأنظمة الأقل تقدما. وقال جيش الاحتلال بعد ذلك إن أسراب الطائرات السورية من طراز سوخوي 22 وسوخوي 24 دمرت بالكامل، وفي المجمل نحو 40% من سلاح الجو السوري.
ودمر جيش الاحتلال 100% من الطائرات بدون طيار السورية المتفجرة، و390 هدفًا ناريًا سوريًا مهمًا. وحسب صحيفة" جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أصبح لجيش الاحتلال تفوق جوي مذهل في المجال الجوي السوري لم يكن ليحلم به أبدًا طالما كان نظام الأسد قائمًا، لأنه دمر بشكل أساسي كل قدرات الرادار السورية.