الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توسيع رقعة الاحتلال وتدمير قدرات الجيش السوري.. أهداف إسرائيل بعد سقوط الأسد

  • مشاركة :
post-title
الدخان يتصاعد من دمشق بعد القصف الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليًا على تحقيق هدفين في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، صباح الأحد الماضي، وهما توسيع السيطرة على الأراضي السورية، وتدمير القدرات العسكرية لدمشق.

ويواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، استهداف مواقع ونقاط عسكرية في سوريا لليوم الثالث على التوالي، إذ نفذ غارات جوية استهدف من خلالها مراكز أبحاث وأسلحة ومخازن ومطارات وأسراب طائرات في مناطق متفرقة داخل سوريا، ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل، وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية، وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.

وفي دمشق وريف دمشق، شن الاحتلال غارات على مقر إدارة الحرب الإلكترونية بالقرب من البهدلية المحاذية للسيدة زينب، ومستودعات للأسلحة بقرية عين منين التابعة لمنطقة التل، كما شن غارات جوية شمال مدينة القارة ومستودعات بالسومرية ومطار عقربا، والبحوث العلمية ببرزة ومطار المزة وبيتيما بجبل الشيخ، مقرات الفرقة الرابعة عند البحوث العلمية، ومستودعات دنحة في القلمون في سلسلة جبال لبنان الشرقية، والمربع الأمني في دمشق.


وتجاوز عدد المواقع العسكرية التي استهدفها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية في اليومين الماضيين 250 هدفًا، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، ضمن ما وصفه مسؤول عسكري إسرائيلي بأنه "واحدة من أكبر العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو"؛ وشملت الضربات تدمير عشرات الطائرات الحربية، وأنظمة الدفاعات الجوية، وأنظمة صواريخ أرض-جو، والآليات المدرعة، ومواقع إنتاج أسلحة ومخازن ذخيرة، إضافة إلى صواريخ أرض-أرض؛ وذكرت الإذاعة أن سلاح البحرية الإسرائيلية شارك في العمليات التي تستهدف القدرات العسكرية السورية.


ومساء الاثنين، أفادت تقارير سورية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات جوية على ميناء اللاذقية في شمال غرب البلاد. ووفقًا للتقارير، استهدفت الغارات السفن العسكرية الراسية في الميناء. كما ورد في التقارير أن إسرائيل دمرت منشأة دفاع جوي بالقرب من الميناء؛ إضافة إلى ذلك شن جيش الاحتلال هجومًا استهدف مطار القامشلي في ريف الحسكة الشمالي شمال شرقي سورية، ودمّر مركز البحوث العلمية في برزة في دمشق، في إطار عملياته الرامية إلى "تدمير القدرات العسكرية" السورية؛ وأفادت التقارير بأن الهجمات الإسرائيلية استهدفت أسراب الطائرات الحربية والمطارات العسكرية وبطاريات الدفاع الجوي السورية.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر في جيش الاحتلال، أن أغلب الغارات كانت في جنوب سوريا ومحيط مدينة دمشق، مستهدفة قواعد للجيش السوري، مع التركيز على أنظمة الدفاع الجوي ومخازن الصواريخ أرض-أرض وأرض-جو.


ودخل جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة في الجولان المحتل، يوم الإعلان عن سقوط نظام الأسد، بعد تمركز الدبابات وقوات المشاة على خط ألفا، الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن سوريا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

وقال جيش الاحتلال، الأحد الماضي، إن قواته انتشرت في المنطقة العازلة الفاصلة بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، وذلك على إثر "دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة"، وبناء على "تقييم للأحداث الأخيرة في سوريا" وفق بيان له.


وأفادت إذاعة جيش الاحتلال نقلًا عن مصدر عسكري أن قوات الاحتلال سيطرت على موقع عسكري في جبل الشيخ في سوريا بعد انسحاب قوات الجيش السوري من المنطقة.


وجاء ذلك عقب تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، علّق فيها على سقوط نظام الأسد في سوريا، وأعلن خلالها "انهيار" اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، وأنه أمر بـ "الاستيلاء" على المنطقة العازلة.

وفي عام 1967، احتلت إسرائيل غالبية هضبة الجولان، بما في ذلك مدينة القنيطرة، إلى جانب سفوح جبل الشيخ إلى الشمال من الجولان، ثم توصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاق هدنة يتضمن خطًا لوقف إطلاق النار أصبح يعرف بالخط البنفسجي.


وفي حرب عام 1973، هاجمت القوات السورية هضبة الجولان، واستطاعت التقدم في بعض المناطق، خاصة في الأجزاء الجنوبية من الهضبة، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت هجومًا مضادًا واستعادت السيطرة على الهضبة.

وتوغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق الخط البنفسجي في الجزء الشمالي من هضبة الجولان، واحتلت مناطق إضافية في العمق السوري لم تكن تحتلها قبل عام 1973، بما في ذلك مناطق على طول الطريق بين هضبة الجولان والعاصمة دمشق، وقمة جبل الشيخ.

وفي عام 1974، وصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاقية هدنة عُرفت باسم "اتفاقية فض الاشتباك"، انسحبت إسرائيل بموجبها من كافة المناطق التي احتلتها في حرب 1973، إضافة إلى مناطق محدودة احتلتها في عام 1967 تشمل مدينة القنيطرة.


واتفق الطرفان على إنشاء منطقة عازلة "منطقة فصل" بين الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان وبين سوريا، وتكون هذه المنطقة داخل الأراضي التي تخضع لسيطرة سوريا شرق الخط البنفسجي، وعلى طول امتداد الخط من جبل الشيخ شمالًا وصولًا إلى الحدود بين سوريا والأردن جنوبًا.

وتولت سوريا الإدارة المدنية داخل منطقة الفصل، مع بقاء الجيش السوري خارج حدودها. كما تضمنت الاتفاقية منطقة تمتد بالتساوي على جانبي الحدود، يكون حجم الوجود العسكري فيها محدودًا للطرفين وفق تفاهمات معينة.

وتمتد منطقة الفصل على طول 75 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، وبعرض يتراوح بين 200 متر و10 كيلومترات، وتتمركز داخل المنطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أندوف"، التي تتولى مسؤولية مراقبة وقف إطلاق النار بين الطرفين.


وعقب الإعلان عن سقوط نظام الأحد صباح الأحد الماضي، بدأت قوات الاحتلال التوغل في الأراضي السورية، حتى وصلت دباباته على بعد أقل من 3 كلم من مدينة قطنا في ريف دمشق الجنوبي والتي تبعد عن العاصمة السورية دمشق قرابة 20 كلم.


وأكدت تقارير أن جيش الاحتلال احتل 9 قرى وبلدات سورية مجاورة للمنطقة العازلة وهي، عرنة وبقعسم والريمة وحينة وقلعة جندل وحينة والحسينية وجياتا الخشب في ريف دمشق الجنوبي.

غير أن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، نفى وصول التوغل في سوريا لمسافة 25 كيلومترًا من دمشق. وقال المُتحدث إن القوات الإسرائيلية لم تتجاوز المنطقة العازلة، بحسب وكالة "رويترز".