تصاعد التأهب في الدول الحدودية مع سوريا، إثر إعلان التليفزيون الرسمي السوري سقوط نظام بشار الأسد، وسط تخوفات من زعزعة أمنها، فأغلق الأردن والعراق معابرهما مع سوريا فيما عزز لبنان تأمين حدوده، فيما سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة على الحدود مع سوريا.
تأهب لبناني
ووسّع الجيش اللبناني، اليوم الأحد، انتشاره عند الحدود الشرقية المحاذية للأراضي السورية، وذلك لمنع دخول مسلحين أو حركة نزوح من الجهة السورية عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية.
وأيضًا، أغلق الأمن العام اللبناني المعبرين الحدوديين الشرعيين في جوسية-القاع ومطربا-حمص، ليحصر بذلك عمليات الدخول والخروج إلى سوريا من معبر المصنع-جديدة يابوس بشكل نظامي.
وتحدث مراسل "القاهرة الإخبارية" من بيروت، أحمد سنجاب، عن الأوضاع الآن على الحدود اللبنانية السورية، وقال إنَّ هناك توترًا وإجراءات استثنائية أصدرتها الدولة اللبنانية من أجل حماية الحدود، خاصة أن ملف الحدود اللبنانية، تحديدًا المقابلة لسوريا في المناطق الشمالية والشرقية، كان محور حديث مجلس الوزراء الذي عقد بالأمس بالجنوب اللبناني بحضور قائد الجيش.
الأردن يغلق معبر نصيب
أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، مساء الجمعة، إغلاق معبر نصيب الحدودي، وهو المعبر الوحيد العامل مع سوريا؛ نظرًا للظروف الأمنية في الجنوب السوري.
وأكد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، في بيان، أن قرار الإغلاق أمام الحركة في المعبر الحدودي يستثني الأردنيين والشاحنات الأردنية التي سيسمح لها بالعودة إلى أراضي المملكة، فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية.
وشدد "الفراية" أن الأردن يتابع التطورات الجارية في سوريا، وذلك في ذات الوقت الذي تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود.
عودة السوريين
وأظهرت لقطات سُجِّلت عند الحدود اللبنانية السورية عشرات العائلات عائدة إلى سوريا صباح اليوم، واصطفت طوابير من السيارات لدخول سوريا، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وأوضح سنجاب، أنَّ عودة السوريين بدأت خلال الساعات الماضية، ما يعني أن هناك تعزيزات أمنية وزيادة في الإجراءات الأمنية من وإلى سوريا في هذه الأثناء على طول الحدود اللبنانية السورية.
تأمين عراقي
وأغلق العراق معبر القائم على الحدود السورية بشكل كامل، وأفادت وكالة الأنباء العراقية (واع)، بأنَّ الحدود العراقية مؤمنة، ولا يُسمَح بالدخول والخروج من هذا المعبر.
وأشارت إلى أنَّ الجانب السوري لا توجد به أي قواتٍ من الفصائل السورية أو ما تبقى من قوات الجيش السوري.
وأضافت أنَّ هناك تحصينات أمنية على الشريط الحدودي بالجانب العراقي، كما تم نشر عدد من الكاميرات الحرارية التي تهدف لتعزيز الحدود وتأمينها، وأصبحت الحدود مؤمنة بشكل كامل.
كما أعلنت قيادة قوات الحدود العراقية، في وقت سابق من اليوم، أن الوضع على الحدود مع سوريا، مؤمن بالكامل. وقال اللواء الركن خير الله عيسى: "نطمئن القيادات والمواطنين بأن الوضع على الحدود مع سوريا مؤمن بالكامل ولدينا أربعة موانع (خنادق وسواتر ترابية ومانع سلكي قنفذي وجدار كونكريتي بارتفاع 3 أمتار ونصف المتر)".
وأضاف: "نحن على كامل الاستعداد والتأهب لأي احتمالات، والحدود جميعها مراقبة بالكاميرات التي وصل عددها إلى 105 كاميرات، والقوات لا تحتاج إلى تعزيز على معبر القائم والأسلحة كافية ولن يكون هناك خرق".
قوات إسرائيلية إضافية
وأيضًا، نشر جيش الاحتلال قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سوريا وفي عدة نقاط دفاعية، وجاء في بيان له أنه "نشر قواته في ضوء الأحداث في سوريا بناء على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة"، على حد زعمه.
من جهتها، قالت إذاعة جيش الاحتلال، "إن الجيش عزز قواته مجددًا بالجولان بشكل كبير، وينقل الفرقة 98 مع لواءي المظليين والكوماندوز إلى الحدود السورية".
وذكر بيان لجيش الاحتلال أن "عدة مناطق في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة، على ضوء الأحداث في سوريا".