في 5 أكتوبر الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي، اجتياح شمال قطاع غزة، بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة. وعلى مدار 60 يومًا يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا بريًا وجويًا وبحريًا مكثفًا على شمال غزة، أسفر حتى الآن، عن استشهاد وفقدان أكثر من 3700 فلسطيني فضلًا عن 10 آلاف جريح و1750 معتقلًا، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
وقال المكتب في بيان، إن العدوان الإسرائيلي يستمر على شمال القطاع طال جباليا المخيم وجباليا البلد وجباليا النزلة ومدينة بيت حانون وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا ومحيط هذه المناطق.
وأضاف أن "الاحتلال استهدف منع عمل طواقم الدفاع المدني في المحافظة، إضافة إلى تدميره للقطاعات الحيوية وعلى رأسها تدمير القطاع الصحي والمستشفيات، وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي والبنية التحية وشبكات الطرق والشوارع، ما فاقم من الأزمة الإنسانية بالمحافظة".
وقال المكتب الحكومي، إن شمال غزة محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. ونقل المكتب عن شهود عيان قولهم إن "500 إلى 650 جثمانًا من جثامين الشهداء ما زالت ملقاة في الشوارع والطرقات على مدار شهرين متواصلين، بسبب منع جيش الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني من الوصول إليها".
وأوضح أن ذلك "جعل الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء في الشوارع، حيث تحولت جثامينهم إلى عظام متناثرة غير معروفة الأسماء في الشوارع والطرقات".
ووصف المكتب الحكومي "تعمد مواصلة العدوان بشكل هجمي وبشكل مخطط له على المدنيين والأحياء السكنية ومراكز النزوح وتشريد الآلاف منهم وإجبارهم على التهجير القسري، جريمة ضد الإنسانية وفق تصنيف القانون الدولي"، مدينًا هذه الجرائم.
وتابع قائلًا: "الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مخطط القتل والإبادة والتدمير الشامل والتهجير القسري بغطاء أمريكي ومشاركة بريطانية ألمانية فرنسية".
وأشار المكتب إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "منع وصول أكثر من 8000 شاحنة مساعدات وبضائع من الدخول إلى محافظة شمال قطاع غزة".
وطالب المكتب "كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المُروِّعة ضد الأحياء السكنية والمستشفيات والطواقم الطبية والمساجد والمؤسسات المدنية المختلفة"، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى الالتزام بدورها "المنوط بها وتقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية للقطاع".
وحمل المكتب الحكومي "إسرائيل والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية، كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي وجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، وضد محافظة شمال قطاع غزة على وجه الخصوص".
وفي وقت يمارس فيه جيش الاحتلال التطهير العرقي بشمال غزة، كشفت تقارير عن خطط إسرائيلية للسيطرة على المنطقة عسكريًا، من خلال هدم المنازل وبناء قاعدة عسكرية دائمة هناك، بذريعة تأمين المستوطنات الجنوبية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثّف والشامل وغير المسبوق على قطاع غزة للشهر الرابع عشر على التوالي، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف برًا وبحرًا وجوًا، مع ارتكابه مجازر دامية ضد المدنيين وتنفيذ جرائم إبادة في مناطق التوغل، ما خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية، فضلًا عمّا سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة؛ نتيجة وقف إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بسبب الحصار.