بعد مرور أكثر من خمسين عامًا، ربما تم حل أحد أكبر الألغاز في تاريخ الجريمة في الولايات المتحدة، وهو معرفة ماذا حدث لـ "دان كوبر"، الرجل الذي اختطف طائرة قبل أن يقفز منها في الهواء حاملًا 200 ألف دولار نقدًا، ثم اختفى.
فبعد أن عثرا على المظلة المستخدمة في عملية الاختطاف في سقيفة والدتهما، زعم شقيقان هما شانتي وريك ماكوي أن والدهما هو المجرم، كما أشار تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال الأخوان إن ريتشارد ماكوي الابن، هو الرجل الذي عرّف عن نفسه باسم "دان كوبر" عندما صعد على متن طائرة نفاثة تابعة لشركة "نورث ويست أورينت إيرلاينز" من بورتلاند إلى سياتل في نوفمبر 1971.حيث سلم ورقة إلى مضيفة الطيران تفيد بأنه يحمل قنبلة في حقيبته.
وعندما وصلت الطائرة إلى سياتل، بعد أن قرأت المضيفة الورقة المكتوب فيها "سيدتي، لديّ قنبلة وأريد منك أن تجلسي بجانبي"، جمع كوبر 200 ألف دولار كفدية، بالإضافة إلى أربع مظلات، وأطلق سراح الركاب.
بعدها، أمر الخاطف طاقم الطائرة بالتوجه إلى مكسيكو سيتي، عبر رينو في صحراء نيفادا، ولكن بعد 30 دقيقة من الإقلاع، قفز كوبر من الطائرة في مكان ما فوق جنوب غرب واشنطن.
لغز كبير
حيرت عملية الاختطاف مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي قضى 45 عامًا في التحقيق قبل إغلاق القضية رسميًا في عام 2016.
وفي أحد الأوقات، لفتت القضية انتباه المحققين الهواة، خاصة بعد العثور على حوالي 5800 دولار من أموال الفدية بالقرب من فانكوفر بواشنطن، في عام 1980.
وقال دان جرايدر، الطيار المتقاعد الذي أمضى 20 عامًا في التحقيق في القضية، لصحيفة " كاوبوي ستيت ديلي"، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أعاد التحقيق في قضية كوبر، بعد اكتشاف المظلة في سقيفة والدة عائلة ماكوي.
وقال جرايدر إن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي زاروا ممتلكات والدة ماك كوي، التي تدعى كارين، التي توفيت في عام 2020، العام الماضي.
ووفقًا لجرايدر، قام العملاء "بتفتيش كل زاوية وركن"، وسلمت عائلة ماكوي المظلة.
ويزعم جرايدر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي بحوزته مظلة ماكوي، يبحث الآن عن "رابط إيجابي للحمض النووي بين الحمض النووي لماكوي والحمض النووي لكوبر الموجود على متن الطائرة".
ولفتت "الجارديان" إلى أن الاقتراح بأن ريتشارد ماكوي، ربما يكون قد اختطف الطائرة "ليس أمرًا فظيعًا كما قد يبدو". مشيرة إلى أن ماكوي -وهو طيار مروحيات عسكري سابق خدم في حرب فيتنام- كان من بين عدد من المشتبه بهم الذين حقق معهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد اختطافه طائرة في 7 أبريل 1972.
وقتها أيضًا، قفز ماكوي من الطائرة ومعه 500 ألف دولار نقدًا، فوق مدينة بروفو بولاية يوتا.
وتم القبض على ماكوي بعد يومين وحُكم عليه بالسجن لمدة 45 عامًا، لكنه هرب في عام 1974، وبعد ثلاثة أشهر من الفرار قُتل على يد أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.