الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مواجهة مختلفة.. الولايات الديمقراطية تستعد لمعارك قضائية شرسة مع ترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة استباقية غير مسبوقة، بدأت الولايات الأمريكية ذات الأغلبية الديمقراطية في حشد قواها القانونية وتعزيز صفوفها استعدادًا لعودة الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنَّ هذه الاستعدادات تأتي في ظل مخاوف متصاعدة من تنفيذ ترامب لسياسات جذرية قد تتعارض مع مصالح هذه الولايات وقوانينها المحلية.

وتشهد الولايات الديمقراطية تحولًا جذريًا في استراتيجيات المواجهة المحتملة مع إدارة ترامب القادمة، وفي هذا السياق، أعلن مكتب المدعي العام في ولاية ماريلاند عن تشكيل وحدة تقاضي فيدرالية جديدة، تضم خمسة محامين ومساعدًا قانونيًا، في خطوة تعكس حجم التحديات المتوقعة.

وصرح المدعي العام أنتوني براون، في حديثه لصحيفة وول ستريت جورنال، بأن فريقه يجري حاليًا دراسة معمقة لمشروع 2025، وهو وثيقة سياسية تحدد ملامح إصلاح يميني شامل للحكومة الفيدرالية، تم إعدادها من قبل أعضاء في إدارتي ترامب السابقة والقادمة.

وأضاف براون أن هذه الوثيقة تضع مخططًا للقرارات التي يعتقد أنها قد تلحق الضرر بسكان ماريلاند، ما يستدعي الاستعداد المبكر لمواجهتها قانونيًا.

مواجهة مختلفة

وأشارت الصحيفة إلى سجل حافل من النجاحات القضائية التي حققها المدعون العامون الديمقراطيون في مواجهة إدارة ترامب الأولى، إذ تمكنوا من الفوز في نسبة مذهلة بلغت 83% من إجمالي 112 قضية تم البت فيها.

ومع ذلك، حذر خبراء قانونيون من أنَّ المواجهة المقبلة ستكون مختلفة تمامًا، وبحسب بول نوليت، عالم السياسة في جامعة ماركيت، ستكون إدارة ترامب المقبلة أكثر استعدادًا هذه المرة، ويتوقع أن تتسلح بحجج قانونية أكثر متانة لإلغاء أولويات إدارة بايدن.

وتوقع "نوليت" أن تشهد المعارك القانونية المقبلة نقاط تحول تاريخية في ما يتعلق بالفيدرالية وتقسيم السلطات بين الولايات والحكومة الوطنية بموجب التعديل العاشر للدستور.

المخاوف الرئيسية

تتمحور المخاوف الرئيسية للولايات الديمقراطية حول عدة قضايا جوهرية، على رأسها الهجرة وتنفيذ القوانين المتعلقة بها، إذ نجح المدعي العام في كولورادو، فيل وايزر، خلال فترة ترامب الأولى في التصدي لخطة تقييد المساعدات الفيدرالية لأجهزة إنفاذ القانون المحلية على أساس تعاونها مع سلطات الهجرة.

وتشمل المخاوف أيضًا حماية الحقوق الإنجابية من أي قيود فيدرالية إضافية، خاصة في ما يتعلق بإمكانية تقييد الوصول إلى عقار ميفيبريستون، الذي يستخدم في معظم عمليات الإجهاض في الولايات المتحدة.

مسارات متباينة

وتتخذ الولايات الديمقراطية مسارات متباينة في استعداداتها للمواجهة المرتقبة، ففي كاليفورنيا، دعا الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم إلى عقد جلسة تشريعية خاصة الأسبوع المقبل لتوفير تمويل إضافي لمواجهة سياسات إدارة ترامب والدفاع عن قوانين الولاية.

بينما في كولورادو، يتبنى المدعي العام نهجًا أكثر تحفظًا، وأعلن أنه سيعمل ضمن ميزانيته الحالية، مؤكدًا أن ولايته معتادة على أن تكون "داود في مواجهة جالوت".

ويركز "وايزر" على اختيار معاركه بعناية، مع التركيز على المجالات التي يعتقد أن مصلحة الولاية فيها أكبر.

تحول قضائي

وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على تغير جوهري في المشهد القضائي الفيدرالي منذ فترة ترامب الأولى، إذ عيّن ترامب خلال ولايته السابقة أكثر من 200 قاضٍ محافظ، من بينهم ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، ما قد يؤثر بشكل كبير على مسار المعارك القانونية المقبلة.

وتدرك الولايات الديمقراطية أن هذا التحول في تركيبة السلطة القضائية سيشكل تحديًا إضافيًا في مواجهة سياسات ترامب المتوقعة.