تجري في جنيف، اليوم الجمعة، محادثات بين إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لبحث الملف النووي الإيراني، والتي وصفتها طهران بالصعبة في ظل التوتر القائم مع الاتحاد الأوروبي وتحذيرات إيرانية عن احتمال تغيير عقيدتهم النووية، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل.
تعقد الأزمة النووية
وفقًا لوكالة رويترز، قال مسؤول إيراني كبير اليوم الجمعة، إن "طهران تتوقع محادثات صعبة وجادة بشأن الاتفاق النووي مع دول الترويكا في جنيف".
وأكد المسؤول أنه "سيتم إطلاع الصين وروسيا على محادثات جنيف الأسبوع المقبل"، مضيفًا "النزاع النووي الإيراني والأزمات الإقليمية والعلاقات العسكرية مع روسيا مترابطة".
وتابع: "آلية العودة السريعة للعقوبات لا تزال تشكل عقبة رئيسية أمام حل الأزمة النووية"، مؤكدًا أنه "إذا استكملت طهران والترويكا الأوربية رسم خارطة طريق فإن أمريكا ستقرر ما إذا كانت ستعيد إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 أم لا"، الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب حاليًا لولاية ثانية دونالد ترامب عام 2018.
محادثات جينيف
دعت إيران الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، إلى التخلي عن سلوك اعتبرته غير مسؤول في شأن مجموعة من القضايا الدولية بعد لقاء في اليوم السابق مع الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا في جنيف.
وأعلن الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا أنه أجرى في جنيف أمس الخميس، مناقشة صريحة مع مسؤولين إيرانيين هما مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وكاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية.
وكتب مورا الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على منصة "إكس" أن المناقشات تناولت دعم إيران العسكري لروسيا الذي يجب أن يتوقف، والمسألة النووية التي تحتاج حلًا دبلوماسيًا، والتوترات الإقليمية، مؤكدًا أنه من المهم أن يتفادى جميع الأطراف التصعيد.
وكتب نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، "نؤكد مجددًا أن على الاتحاد الأوروبي التخلي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول في مواجهة مشكلات هذه القارة وتحدياتها، والقضايا الدولية".
ورأى أن أوروبا لم تنجح في أن تكون لاعبًا جديًا في المسألة النووية، بعدما قامت واشنطن في 2018 بمعاودة فرض عقوبات على طهران كان الأوروبيون يعارضونها.
وأحيط اجتماع اليوم الجمعة بسرية تامة، إذ لم تُكشف أسماء المشاركين ولا المكان الذي سيجتمع فيه دبلوماسيو الدول الأربع.
توسع نووي
والخميس، ذكر تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أبلغت الوكالة باعتزامها تركيب أكثر من ستة آلاف جهاز طرد مركزي إضافي لتخصيب اليورانيوم في منشآتها وتشغيل المزيد من الأجهزة التي سبق تركيبها بالفعل.
ووفقًا لـ"رويترز" يسرد التقرير تفاصيل ما كانت تقصده إيران عندما قالت إنها ستضيف الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، بعد قرار صدر ضدها من الوكالة التي يتألف مجلس محافظيها من 35 دولة بناء على طلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وأبلغت إيران الوكالة أيضًا، وفقًا للتقرير، أنها تعتزم تركيب 18 مجموعة إضافية من أجهزة الطرد المركزي من طراز آي.آر-4 في موقع نطنز، كل منها يحتوي على 166 جهازًا.
وتعني زيادة القدرة على التخصيب أن إيران تستطيع تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، مما قد يزيد من خطر الانتشار النووي.
ووفقًا للتقرير، تعتزم إيران ضخ اليورانيوم الخام في هذه المجموعات الجديدة ورفع نسبة التخصيب إلى 5%.
وبحسب "رويترز" تقيم الوكالة تأثير تركيب هذه المجموعات الجديدة في منشآت إيران، وقد تُعدّل وتيرة وشدة عمليات التفتيش إذا لزم الأمر. وسيتم إبلاغ السلطات الإيرانية بالقرارات النهائية.
لم يتضمن التقرير السري الأخير إشارات إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في إيران، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد ذكرت، في تقارير سابقة، أن طهران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
رد فعل
جاء ذلك بعد أن صادق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منذ أيام قليلة، على قرار اقترحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا ضد البرنامج النووي الإيراني.
وأكّد القرار على ضرورة تعاون طهران الفوري مع الوكالة الدولية، حيث طالب المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، بإعداد تقرير شامل عن تقدم البرنامج النووي الإيراني.
وحذّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الخميس، من أن إيران قد تُغير عقيدتها النووية للتوجه نحو إنتاج أسلحة نووية، إذا استمرت الدول الغربية في تهديداتها بإعادة فرض جميع العقوبات الأممية.
وكذلك صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الأربعاء، بأن طهران بدأت ضخ الغاز في آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ردًا على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية.
وفي سبتمبر الماضي، قدّرت أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بلغ 164.7 كيلو جرام، ويمكن تحويل هذا المستوى من التخصيب بسرعة إلى 90%، وهو المعدل المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.