الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عكس المأمول.. الاحتلال يكثف العدوان على غزة بعد هدنة لبنان

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون ينزحون من بيت لاهيا لمدينة غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ثمة مخاوف وتوقعات أن يوسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان. وذكرت شبكة" إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن سكان غزة العاديين كانوا يشعرون بأن توقف القتال على الحدود اللبنانية، من غير المرجح أن يمتد إلى الجنوب في الأمد القريب.

ونقلت الشبكة عن محمد ناصر في مدينة خان يونس جنوب غزة: " كنا نأمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان شاملا، ويشمل قطاع غزة، أو على الأقل يتم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة المستمرة هنا".

وقال ناصر (40 عامًا) الذي نزح من منزله في شمال غزة: "هناك مخاوف كبيرة هنا من أن يصبح وقف إطلاق النار في لبنان سببًا لتوسيع العمليات العسكرية هنا في قطاع غزة".

واستبعدت الشبكة الأمريكية، اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزة على غرار ما حدث في لبنان، ونقلت ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال زيارته إلى جمهورية التشيك أمس الخميس، إن "إسرائيل ستنهي الحرب في غزة عندما تحقق أهدافها في إعادة المحتجزين لدى حماس وضمان عدم سيطرة حماس على القطاع".

وبالنسبة لحماس، ذكرت الشبكة، إن الحركة الفلسطينية أعربت عن أملها أن تؤدي أي صفقة مع حزب الله إلى إنهاء العدوان على القطاع الفلسطيني المدمر. ولم تبدي الحركة أي تحول عن مواقفها التفاوضية السابقة، المتمثلة في الاكتفاء بقبول وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة كشرط ضروري للإفراج عن أي محتجزين آخرين.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة من 7 أكتوبر 2023، عن استشهاد أكثر من 44 ألفًا من سكان القطاع، وإصابة ما يزيد على 100 ألف آخرين.

وتتعرض دولة الاحتلال وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة، لضغوط دولية متزايدة بسبب الخسائر المدمرة التي تسببها الحرب في حياة المدنيين في غزة، حيث أجبر معظم السكان على النزوح من منازلهم، وأصبح مئات الآلاف معرضين لخطر المجاعة.

ويفاقم فصل الشتاء معاناة مئات آلاف النازحين في الخيام بغزة، حيث يعانون من أزمة جوع حادة، وكثيرا ما يفتقر السكان إلى القدرة على الوصول إلى المساعدات.

وما زال العدوان مستمرا، وأمس الخميس، قتلت الغارات الإسرائيلية 17 فلسطينيًا على الأقل في أنحاء غزة، فيما واصلت قوات الاحتلال قصف المناطق الوسطى وتوغلها شمالًا وجنوبًا في القطاع.

وتشكو منظمات الإغاثة الدولية مرارًا وتكرارًا إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع وصول معظم المساعدات المخصصة لقطاع غزة. وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة "إكس" أمس الخميس، إنه من بين 91 محاولة قامت بها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى شمال غزة في الفترة من 6 أكتوبر وحتى هذا الأسبوع، تم رفض 82 محاولة وعرقلة تسع محاولات أخرى.

في الوقت نفسه، أعربت عائلات المحتجزين عن مخاوفها إزاء عدم تحقيق أي تقدم واضح في مساعيها لاستعادة ذويهم المحتجزين في غزة من 7 أكتوبر 2023.

ونقلت "إن بي سي نيوز" رسالة لمجموعة الدفاع عن الرهائن "منتدى الرهائن والأسر المفقودة" جاء فيها: "إننا نشعر بخيبة أمل عميقة لأن وقف إطلاق النار في لبنان لا يتضمن صفقة للإفراج عن الرهائن. كانت هذه فرصة ضائعة. هؤلاء الرهائن يعانون في ظل ظروف لا تطاق. يجب أن تكون عودتهم الآمنة هي تركيزنا الوحيد".

ومن بين 251 شخصًا تم احتجازهم في 7 أكتوبر 2023، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، تم إطلاق سراح 154 شخصًا على الأقل، ولا يزال 97 شخصًا على الأقل من المحتجزين لدى حماس.

ولفتت الشبكة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعطي الأولوية للحفاظ على حكومته الائتلافية اليمينية المتطرفة من الانهيار، والبقاء في منصبه، على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الشبكة أن بعض منتقدي نتنياهو الأكثر ضراوة، يتهمونه بالحفاظ على حالة الحرب لمنع إجراء الانتخابات، واستئناف الإجراءات الجنائية ضده بتهمة الفساد واتهامات أخرى.

ونقلت عن عيران عتصيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق الذي خدم في حكومة أرييل شارون وإيهود أولمرت، إن نتنياهو "ليس لديه أي نية لتغيير الوضع الراهن في غزة. إن استراتيجيته بأكملها سياسية وشخصية".

وقال عتصيون، الذي يعمل الآن باحثًا غير مقيم في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن وقف إطلاق النار مع حزب الله يعطي جيش الاحتلال فرصة لإعادة توزيع موارده نحو غزة.

وأضاف عتصيون "إذا صمد وقف إطلاق النار، فإنه سيمنح القوات الإسرائيلية الوقت للتعافي، والسماح للقوات بالراحة، وتجديد أسلحتها وذخائرها".

وقد ينتظر نتنياهو حتى يبدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب ولايته الثانية، ليقرر خطواته التالية في غزة، وفق أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، مضيفا أن الإدارة الجديدة "ستمنحه مزيدا من النفوذ وحرية أكبر لمواصلة خوض الحرب في غزة".