مع إعلان وقف إطلاق النار، يتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خطوات تشير إلى نهاية فصل طويل وشاق من القتال في جبهة الشمال مع لبنان، من بينها الإعلان عن منحة استثنائية للجنود النظاميين الذين خدموا خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية من العمليات القتالية.
ووفق "يديعوت أحرنوت"، وُصِفت هذه المنحة بأنها "إشارة لنهاية الحرب"، تحمل في طياتها دلالات متعددة تعكس تقديرًا للخدمة العسكرية، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على عبء العمليات المكثفة الذي أُثقل به جيش الاحتلال.
منحة استثنائية لجنود الاحتلال
وفقاً لتقرير "واي. نت"، قررت دائرة شؤون الموظفين في جيش الاحتلال صرف منحة استثنائية تُضاف مباشرة إلى حسابات الجنود النظاميين، تشمل المقاتلين والداعمين القتاليين، والذين خدموا في مواقع الخطوط الأمامية، وبلغت قيمة المنحة 3000 شيكل كحد أقصى، تُصرف لمرة واحدة.
وتوزعت المنح وفقًا لفترة الخدمة خلال العام الحالي، إذ يحصل المجندون الجدد الذين أمضوا شهرين أو أقل في الخدمة على 500 شيكل، بينما يحصل أولئك الذين خدموا لمدة تتراوح بين 106 أيام و135 يومًا على 2000 شيكل، أما الجنود الذين أمضوا معظم العام في الخدمة، فتصل منحهم إلى الحد الأعلى المعلن.
جنود الاحتياط الأعلى في المكافأة
على الجانب الآخر، كانت المكافآت التي قُدمت لجنود الاحتياط أعلى بكثير، فتجاوزت عشرات الآلاف من الشواكل، ويُعزى هذا الفارق إلى الأعباء الكبيرة التي تحملها جنود الاحتياط خلال العام الماضي، إذ استُدعوا للخدمة بوتيرة مرتفعة للغاية نتيجة للتصعيد العسكري المستمر على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
علامة لنهاية الحرب
ويُنظر إلى هذه المنح على أنها مؤشر على نهاية القتال المستمر منذ أكثر من عام، لكن مع ذلك أشار تقرير "يديعوت أحرنوت" إلى أن العام المقبل سيكون مزدحمًا بالعمليات العسكرية، خاصة في ظل التوقعات باستمرار القتال البري في قطاع غزة.
يأتي هذا القرار في ظل توقف العمليات القتالية على الجبهة الشمالية، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوقع استمرار الاستدعاء المتكرر لجنود الاحتياط ضمن أمر التعبئة (الأمر 8).
تمثل المنح المالية خطوة رمزية في واحدة من أكثر الفترات توترًا في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحديث، ومع ذلك، فإن استمرار التحديات الأمنية على الجبهات يشير إلى أن هذه المكافآت قد تكون بداية لفصل جديد من الضغوط التي سيواجهها الجنود، سواءً كانوا نظاميين أو احتياط.