تشكل الذخائر غير المنفجرة، التي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع، عقبة أمام عودة النازحين إلى قراهم المدمرة هناك، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، فجر اليوم الأربعاء.
وأعلن الجيش اللبناني، استعداده للانتشار في الجنوب، ودعا المواطنين للتريث بالعودة للقرى التي توغل فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوخي الحذر من الذخائر غير المنفجرة من مخلفات جيش الاحتلال.
وبدأ القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال، 8 أكتوبر 2023، ومنذ سبتمبر الماضي، كثف جيش الاحتلال القصف على قرى الجنوب اللبناني والبقاع، مستخدمًا أسلحة محرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية، والقنابل المضادة للتحصينات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، فضلًا عن الألغام التي يتركها جيش الاحتلال بعد انسحابه من المناطق التي دخلها بريًا.
وفي مطلع أكتوبر، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الاجتياح البري التوغل في قرى الجنوب اللبناني، وأصدر أوامر للمدنيين هناك بإخلاء منازلهم، في حين كثف غاراته في مختلف أنحاء البلاد.
خطر القنابل العنقودية
وتسود مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين، بسبب انتشار الذخائر الإسرائيلية في أماكن مختلفة، ويستغرق علاجها جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلًا، فضلًا عن تأمين الموارد البشرية والمالية الكافية، وصعوبة حصول لبنان على خرائط نشرها ومناطق توزعها من أجل تفكيكها.
وتلقى مزارعو الزيتون في النبطية جنوب لبنان، تحذيرات بعدم التوجه إلى البساتين لقطاف الزيتون، تجنبًا لخطر القنابل العنقودية والذخيرة غير المنفجرة، التي يمكن أن تنتشر في الأرجاء.
ويعيد استهداف المناطق في جنوب لبنان ذكرى حرب يوليو 2006، عندما ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي قرابة 4.6 مليون قنبلة عنقودية، ولوثت 37 كيلومترًا مربعًا من الأراضي.
واستغرق لبنان 15 عامًا من أجل تنظيف مناطق الجنوب والبقاع الغربي من هذه القنابل، من خلال إطلاق برنامج تعاونت فيه الأمم المتحدة، والجيش اللبناني، والدول الصديقة.
ويعلن الجيش اللبناني في بياناته، تفجير بعض الصواريخ والقنابل الناجمة عن القصف في مختلف المناطق المستهدفة، وتحديدًا قرى الجنوب اللبناني والبقاع.
ومع بدء وقف إطلاق النار، يقدر خبراء نسبة الذخائر غير المنفجرة التي خلفها جيش الاحتلال في قرى جنوب لبنان والبقاع بـ10%، ولا يخاطر الجيش اللبناني بحياة أفراده والمواطنين، ويبادر لتفجيرها، لأن أي خطأ يؤدي إلى نتائج كارثية، كما أنه لا يمكن إعادة تخزينها أو الاستفادة من المكونات.
ووجد تحقيق أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنشأ منطقة دمار واسع النطاق في جنوب لبنان، إذ دمر 42% من المباني في المناطق التي استهدفها.