لجأت صحيفة "ذا جارديان آيلاند" المحلية في هاواي إلى تجربة مثيرة للجدل، وهي استخدام مذيعين افتراضيين يعملان بالذكاء الاصطناعي لتقديم الأخبار، إلا أن هذه التجربة التي بدأت بحماس كبير انتهت بعد شهرين فقط، لتُظهر هذه القصة الجوانب الإيجابية والسلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام.
تجربة فريدة
اعتمدت صحيفة "ذا جارديان آيلاند"، الواقعة على جزيرة كاواي في هاواي، على مذيعين افتراضيين يدعيان "جيمس" و"روز".
ووفقًا لما ذكره موقع "ويرد" المتخصص في الأخبار التكنولوجية، كانت هذه التجربة الأولى من نوعها على مستوى الولايات المتحدة، واستهدفت تحويل الأخبار التقليدية إلى محتوى رقمي حديث يمكن استهلاكه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وإنستجرام.
كان الهدف الأساسي من التجربة هو جذب جمهور جديد وتعزيز التفاعل، إضافة إلى تقديم نموذج يمكن تطبيقه في مئات الصحف المحلية الأخرى.
استياء الجمهور
رغم الطموح الكبير وراء الفكرة، لاقت التجربة ردود فعل سلبية واسعة، إذ واجه المذيعان الافتراضيان انتقادات لاذعة بسبب الأداء غير الطبيعي، حيث بدت نبراتهما جامدة وغير قادرة على نقل العواطف أو الانخراط الحقيقي مع الأخبار التي يقدمانها.
وأشار "ويرد" إلى أن الفيديوهات التي نُشرت حصدت تعليقات سلبية من متابعين وصفوها بأنها "مرعبة" و"غير إنسانية".
ومن أحد الأمثلة التي أظهرت فشل المذيعين في كسب ثقة الجمهور، كان خلال تقرير عن توزيع القرع في عيد الهالوين، حيث ظهر "جيمس" و"روز" يتحدثان بنبرة جامدة أشبه بالروبوتات، ما دفع المشاهدين لانتقاد التجربة بشدة.
مشكلات تقنية وعقبات تجارية
لم تقتصر المشكلات على الجانب العاطفي والتواصلي فقط، بل عانت التجربة من تحديات تقنية واضحة، إذ في بداية البث، كان جيمس يعاني من ارتعاش دائم في يديه، بينما ظهرت مشكلات أخرى مثل نطق الكلمات بشكل خاطئ، خاصة الأسماء المحلية في هاواي.
حتى في تقرير عن بطولة للرماية، استبدلت روز كلمة "بندقية" بكلمة "حكم"، ما أثار سخرية واسعة.
من الناحية الاقتصادية، لم تتمكن الصحيفة من تحقيق مكاسب مالية ملموسة.
وعلى الرغم من أن البرنامج كان ممولًا من شركة Longs Drugs، إلا أن الشركة أكدت لاحقًا أنها لم تُبلغ باستخدام شعارها في الفيديوهات، ما تسبب في مشكلة إضافية لإدارة الصحيفة.
كما أشار الموقع المتخصص في أخبار التكنولوجيا، فإن الصحيفة فشلت في جذب إعلانات إضافية للبرنامج، ما جعله عبئًا ماليًا بدلًا من كونه مصدر دخل جديد.
ما بين الفشل والابتكار
رغم الإخفاق، أصر ممثلو شركة "كاليدو" على وصف التجربة بأنها "ناجحة"، دون تقديم تفاصيل تدعم هذا الادعاء.
لكن الواقع يعكس صورة مختلفة، إذ لم يتمكن المذيعان الافتراضيان من تقديم تجربة إعلامية تعادل جودة العمل البشري، سواء من حيث الأداء أو من حيث التفاعل مع الجمهور، ما دفع القناة لطردهما من العمل.