قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، اليوم الاثنين، إن لبنان يواجه الآن تحديات عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية متعددة الطبقات، مشددًا على أن الدّعم الأوروبي الفعّال أمر ضروري ويمثل مصلحة مشتركة.
وأوضح "بوحبيب" في كلمته، اليوم بـ"حوار روما المتوسطي"، أن جهود قوات حفظ السلام (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان ضرورية وحيوية لإحلال السلام، وأن اللبنانيين ممتنون لأن 17 دولة أوروبية تشكل جزءًا لا يتجزأ وأساسيًا في اليونيفيل.
وأكد وزير الخارجية اللبناني، أن بلاده تدين بشدة أي هجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام سلامة وأمن القوات ومقراتها.
وأوضح "بوحببيب" أن "الاعتداءات والقتل والدمار والتهجير لنحو مليون ونصف المليون لبناني تجعلنا أكثر إصرارًا على طلب دعم المجتمع الدولي للتغلب على التحديات التي نواجهها، إذ إن المساعدة التي يقدمها أصدقاء لبنان أساسية لتحقيق التعافي والانتعاش".
وتابع: "الفشل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإقامة الدولة الفلسطينية آثار سلبية على لبنان بدءًا من منتصف الستينيات، ومنذ ذلك الحين لم تتحقق جهودنا لبناء مؤسسات عسكرية وأمنية قوية، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى دعمكم لبناء قوات مسلحة وأمنية للدفاع عن أراضينا وحمايتها".
ونوّه وزير الخارجية اللبناني إلى أن "التنفيذ المتوازي والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 هو بوابة الاستقرار، ولبنان مستعد للوفاء بالتزاماته المنصوص عليها في القرار المذكور وهذا يعني حرفيًا، أنه لن يكون هناك سلاح دون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية".
واستطرد: "يتطلب تحقيق هذا الهدف شرطين ضروريين، وقف فوري لإطلاق النار وانتشار قوات مسلحة لبنانية إضافية جنوب نهر الليطاني. وبمجرد تحقيق ما سبق وبالتعاون مع قوات اليونيفيل، سيكون لبنان قادرًا على بسط سلطته على أراضيه".
وشدّد وزير الخارجية اللبناني، على أن أبناء وطنه يتطلعون إلى دولة قوية تدافع عن حقوقهم وسيادتهم وسلامة أراضيهم.
وأضاف: "نجدّد التزام لبنان بالسلام والأمن في منطقتنا، وندعو إلى العودة الآمنة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم. ومع ذلك، فإن الأمن والسلام الدائمين والمستدامين على الحدود اللبنانية -الإسرائيلية يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. وإلا فإن الاحتلال المستمر سيولد مقاومة وصراعات محتملة في المستقبل".
واختتم وزير الخارجية اللبناني كلمته: "إنني أدعو أوروبا إلى تعزيز شراكتنا التاريخية. ولأوروبا أصدقاء على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك لبنان. ونحن نتطلع إلى العمل مع الشركاء الأوروبيين لبناء حوض البحر الأبيض المتوسط القائم على السلام والعدالة والرخاء. فلنتكاتف للتغلب على عدم الاستقرار والصراعات".