تشهد الدول الأوروبية انقسامًا، حول رد الفعل، بعد صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، بحسب "تليجراف" البريطانية.
كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت، الخميس الماضي، مذكرة اعتقال علنية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، وفي الوقت الذي قالت عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا إنها ستحترم قرار المحكمة الجنائية الدولية، تواجه ألمانيا ضغوطًا هائلة بسبب علاقتها القوية مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن ألمانيا لن تعتقل بنيامين نتنياهو إذا سافر إلى البلاد بسبب تاريخها النازي، إذ تنظر برلين إلى أن لديها مسؤولية تاريخية تقع على عاتقها تجاه إسرائيل، على الرغم من أن ألمانيا تعتبر من أكبر الداعمين للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي بدأت نشاطها في يوليو 2002، وتحظى بدعم 124 دولة، إلا أنها لا تشمل دولاً ذات أهمية عالمية مثل الولايات المتحدة أو روسيا.
لن ننفذ الاعتقال
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، إن البلاد لن تنفذ مثل هذا الاعتقال بسبب تاريخها وعلاقتها الفريدة مع إسرائيل، مضيفًا: "أجد صعوبة في تصور إمكانية تنفيذ اعتقالات في ألمانيا على هذا الأساس".
وتابع:" سندرس بعناية الخطوات المحلية، ولن نتخذ أي إجراء آخر إلا عندما تكون زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت إلى ألمانيا في الأفق".
كانت آخر زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية إلى برلين لإجراء محادثات سياسية في مارس 2023، أي قبل ستة أشهر من هجوم السابع من أكتوبر.
الشريك الثاني لإسرائيل
وفي مقابلة مع صحيفة التليجراف في ديسمبر الماضي، قال رون بروسور، السفير الإسرائيلي في برلين، إن ألمانيا أصبحت الشريك الاستراتيجي الثاني لإسرائيل، بعد الولايات المتحدة، بسبب ردها الذي وصفه بالمذهل على هجمات السابع من أكتوبر.
إيطاليا تناقض ألمانيا
ويأتي موقف ألمانيا، مغايرًا للموقف الإيطالي بعد ما ذكره وزير دفاعها جويدو كروسيتو لقناة "راي" التلفزيونية إذ قال: "سيتعين علينا إلقاء القبض عليهم".
وأضاف أن الأمر لم يكن خيارًا سياسيًا، لكن إيطاليا ملزمة، بصفتها عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، بالتصرف بناء على أوامر المحكمة.
بوريل يدافع عن القرار
وجاء ذلك في أعقاب دعوة وجهها الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء فيه إلى احترام أوامر الاعتقال والامتثال لها في أعقاب القرار التاريخي الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية.
كما نفى جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ادعاء إسرائيل بأن قرار المحكمة كان سياسيًا، في الوقت الذي أدان نتنياهو القرار، ووصفه بأنه قرار معادٍ للسامية "بدافع" الكراهية.
نتنياهو بعيد عن ألمانيا
كانت آخر زيارة لنتنياهو إلى ألمانيا قبل عام ونصف العام، ما جعل سياسيون آخرون في الحكومة الألمانية، يؤكدون بارتياح أن الزيارة غير متوقعة في المستقبل المنظور.
مشاورات مشتركة من 2008
وتعد إسرائيل واحدة من الدول العشر التي تعقد ألمانيا معها مشاورات حكومية مشتركة يجتمع فيها جميع أعضاء مجلس وزراء كل دولة، والغرض من ذلك هو التأكيد على العلاقة الثنائية الخاصة بين البلدين، وقد عقد أول اجتماع من هذا القبيل في القدس في عام 2008 تحت قيادة المستشارة آنذاك أنجيلا ميركل، وكان آخر اجتماع في أكتوبر 2018.
أسلحة ألمانية لإسرائيل
وفي العام الماضي، وافقت حكومة إشارة المرور على تسليم أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو، بما في ذلك أسلحة حربية بقيمة 20.1 مليون يورو، وجاءت معظم تصاريح التصدير بعد السابع من أكتوبر، ولكن في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام، انخفضت تصاريح التصدير بشكل كبير.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.
وقالت المحكمة إنها وجدت أدلة كافية على تورط كليهما في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب كجزء من الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة.