أصدرت أكبر دوريات الرياضة الاحترافية في أمريكا الشمالية تحذيرات للاعبيها بشأن التهديد المتزايد من عصابات السرقة المنظمة ذات التقنية العالية، والتي تستخدم جوازات السفر والتكنولوجيا المتطورة كأدوات مفضلة.
وقد ربطت مذكرة الرابطة الوطنية لكرة السلة، التي استشهدت بمعلومات استخباراتية من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الجرائم على وجه التحديد بـ"مجموعات السرقة العابرة للحدود الوطنية في أمريكا الجنوبية"، التي تستهدف "الرياضيين المحترفين وغيرهم من الأفراد ذوي الثروات العالية".
وحثت رابطة كرة السلة الأمريكية (NBA) واتحاد كرة القدم الأمريكي (NFL) اللاعبين على اتخاذ تدابير وقائية، مثل تفعيل أنظمة الإنذار وكاميرات المراقبة، وتأمين الأشياء الثمينة في الخزائن وتجنب الإفراط في المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفق ما نقلت NBC News، تشتهر هذه المجموعات باستخدام تقنيات متقدمة، مثل المراقبة المسبقة والطائرات بدون طيار وأجهزة تشويش الإشارات وغيرها من التكنولوجيا المتطورة.
وجاء في مذكرة رابطة كرة السلة: "أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه في أغلب الحوادث، كانت المنازل مجهزة بأنظمة إنذار لم يتم تفعيلها. أيضًا، المنازل كانت خالية تمامًا، وفي أغلب الحالات، لم يكن هناك كلاب".
وسلط اتحاد كرة القدم الأمريكي الضوء على المخاطر التي تشكلها ما أسمته "المجموعات المنظمة والماهرة من اللصوص الذين يستهدفون الرياضيين الأثرياء".
ورغم أن التحذيرات لم تذكر أسماء الضحايا، فقد صدرت بعد أن تعرضت منازل الرياضيين، بما في ذلك نجوم فريق "كانساس سيتي تشيفز" باتريك ماهومز وترافيس كيلسي ومهاجم فريق "ميلووكي باكس" بوبي بورتيس، للسرقة مؤخرًا.
وتشبه التكتيكات الموصوفة في التحذيرات موجة من عمليات السطو التي استهدفت السكان الأثرياء في جنوب كاليفورنيا؛ حسب تقرير الشبكة الإخبارية.
90 يومًا
مؤخرًا، أفاد مسؤولون فيدراليون ومحليون من "لوس أنجلوس" ومقاطعة "أورانج" عن ارتفاع حاد في عمليات السطو من قبل ما يسمونه "سائحي السرقة"، وهم المجرمون من أمريكا الوسطى والجنوبية الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل قانوني بتأشيرات سياحية مدتها 90 يومًا بموجب النظام الإلكتروني لتصاريح السفر (ESTA).
يقول التقرير: بدلًا من حزم ملابس السباحة وكريمات الوقاية من الشمس، قالت الشرطة إن هؤلاء الأفراد مسلحون بملابس تنكرية ومعدات فيديو وكاميرات مراقبة وأجهزة تشويش على شبكات الإنترنت اللاسلكية. وهم يستهدفون الأحياء الثرية والمجتمعات المسورة (التي تحجبها الأسوار) قبل الانتقال سريعًا لتجنب اكتشافهم.
وتشير NBC News إلى أن هؤلاء (سائحي السرقة) يعملون منذ خمس سنوات على الأقل، لكن عملياتهم تكثفت في الآونة الأخيرة مع تزايد إمكانية الوصول إلى المعلومات حول العناوين وحتى صور العقارات.
انتشار السرقات
وينقل التقرير عن رئيس قسم التحقيقات في شرطة لوس أنجلوس، آلان هاميلتون "قد لا تعرف العصابات العابرة للحدود كل شيء عن المنزل الذي يقتحمونه. لكن هناك دائمًا احتمالًا أن يعرف هؤلاء المشتبه بهم من هم ويراقبون وسائل التواصل الاجتماعي وحركات الرياضيين".
وذكرت صحيفة "مينيسوتا ستار تريبيون" أن منزل مايك كونلي حارس فريق "مينيسوتا تيمبرولفز" تعرض للسرقة أيضًا في سبتمبر أثناء حضوره مباراة في دوري كرة القدم الأمريكي.
وفي أكتوبر، تم اقتحام منزلي كيلسي وماهومز في مدينة كانساس سيتي، وسرق اللصوص في غضون ساعات 20 ألف دولار نقدًا، وتسببوا في أضرار بقيمة 1000 دولار لمنزل كيلسي، وفقًا لتقرير الشرطة.
وقد انتشر هذا الاتجاه إلى مدن أمريكية أخرى، بما في ذلك شيكاغو وهيوستن ودالاس. وقال هاملتون "لقد أدركت أجهزة إنفاذ القانون منذ فترة طويلة هذا النمط من الجرائم في مختلف أنحاء الغرب الأوسط. إنها ليست شيئًا كانوا محصنين ضده".
وأكد رئيس محققي لوس أنجلوس أن أجهزة إنفاذ القانون من الساحل إلى الساحل، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، كانت تتعقب هذه الشبكات الإجرامية لسنوات، مع ظهور مشتبه بهم مرتبطين بعصابات في أمريكا الجنوبية في كل ولاية تقريبًا.