بينما تتصاعد حدة التوتر في مشهد دولي معقد، تتصاعد وتيرته سواء على مستوى التصعيد الإقليمي الذي تنتهجه إسرائيل في المنطقة خاصة على الجبهة اللبنانية مع حزب الله أو في قطاع غزة، يبرز اسم الصين كلاعب أساسي في حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
أجرى موقع "القاهرة الإخبارية" هذا الحوار مع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "لين جيان"، لنقف على آخر الجهود التي تبذلها بكين لإنهاء العدوان على قطاع غزة ودعم القضية الفلسطينية، وأيضًا آخر ما وصلت إليه العلاقات الصينية المصرية والصينية العربية.
إلى نص الحوار..
◄| كيف ترى الصين دورها في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط؟
العالم يشهد فترة من التحولات الكبيرة، ولا يزال الشرق الأوسط يعاني من صراعات مستمرة تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين. نحن في الصين نؤمن أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم. نحن نعمل على دعم وحدة الدول العربية وتعزيز التعاون بينها لحل قضايا الأمن الإقليمي.
الصين تلتزم دائمًا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونعمل على تشجيع التسوية السياسية عبر الحوار والمفاوضات.
◄| الرئيس الصيني شي جين بينج طرح العديد من المبادرات بشأن القضية الفلسطينية. هل يمكنك توضيح موقف بكين بشأنها؟
القضية الفلسطينية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط بالنسبة للصين. نحن نؤكد دائمًا دعمنا الثابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أننا ندعم فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
الصين تعمل جاهدة لتعزيز التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وندعو إلى عقد مؤتمر دولي شامل وموثوق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. نحن نؤمن بأن الحوار هو السبيل الأوحد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
مجتمع المصير المشترك
◄| إذا انتقلنا للحديث عن العلاقات المصرية الصينية، كيف تنظرون إلى مصر باعتبارها أكبر دولة في الشرق الأوسط؟
مصر دولة عربية وإفريقية وإسلامية وكبرى، وهي عضو جديد في مجموعة "البريكس" وعضو مهم في الجنوب العالمي، وهي شريك استراتيجي شامل للصين وأولوية لدبلوماسيتنا الإقليمية.
تنظر الصين دائمًا إلى العلاقات الصينية المصرية من منظور استراتيجي وطويل الأجل، وترغب في العمل مع مصر لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه الرئيسان المصري والصيني، ومواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، ودعم بعضهما البعض في حماية المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية، وتعميق الالتحام بين استراتيجيات التنمية، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة.
وستعمل مبادرة "الحزام والطريق" على قيادة التعاون الجماعي الصيني العربي والصيني الإفريقي، وتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، وتعزيز العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع المصير المشترك بين الصين ومصر في العصر الجديد.
◄| في سياق العلاقات الصينية العربية، كيف تسهم بكين في تعزيز التعاون مع الدول العربية في ظل التحديات الحالية؟
الصين تعتبر الدول العربية شريكة استراتيجية مهمة، ونحن نولي العلاقات مع الدول العربية اهتمامًا كبيرًا. في السنوات الأخيرة، نجحت الصين في تعزيز التعاون مع الدول العربية في مختلف المجالات. على سبيل المثال، وقعت الصين اتفاقيات مع الدول العربية لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، وهو مشروع يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري.
كما أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، إذ بلغ حجم التجارة بيننا نحو 400 مليار دولار أمريكي في السنوات الأخيرة، إضافة إلى ذلك، الصين تدعم مشروعات كبيرة في البنية التحتية والطاقة، مثل بناء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر والطاقة المتجددة بالإمارات. وهناك العديد من الإنجازات البارزة في هذا المجال.
في مصر، على سبيل المثال، العاصمة الإدارية الجديدة هي مثال على التعاون الناجح بين الصين ومصر في قطاع البنية التحتية، إضافة إلى ذلك، الصين لعبت دورًا مهمًا في بناء "أطول جسر معلق في إفريقيا" وطريق الجزائر السريع، وهو مشروع ضخم يزيد على 1200 كيلومتر.
أما في مجال الطاقة، فاستوردت الصين 125 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية هذا العام، وهو ما يمثل نحو 45% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام.
القمة الصينية العربية الأولى
◄| ما أبرز الخطوات التي ستتخذها الصين لتعميق التعاون مع الدول العربية في المستقبل؟
الصين ستواصل تعزيز التعاون مع الدول العربية في مختلف المجالات، من خلال تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى والمشاركة الفعالة في منتدى التعاون الصيني العربي. سنستمر في دعم الدول العربية في تطوير بنيتها التحتية، وتسريع عمليات التصنيع، وزيادة حجم التجارة بين الجانبين.
كما سنواصل دعم التعاون في مجال الطاقة، ونشجع على التوازن بين الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة. ونهدف إلى بناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، لتحقيق منفعة متبادلة والتأكد من أن هذا التعاون يعود بالنفع على شعوبنا في المستقبل.